مدونة الطالب

بسم الله الحمد لله الله اكبر

الاثنين، 12 يوليو 2010

السبت، 5 سبتمبر 2009

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: أمتي المسلمة: حديثي هذا إليكم عما يجب فعله نصرة لأهلنا في الأرض المباركة، فقد تأخرنا عنهم كثيراً وأضر ذلك بقضايانا فازدادت صعوبة وتشعباً.فإلى متى يبقى أهلنا في فلسطين خائفين، ونحن آمنون أمناً زائفاً مؤقتاً؟ وإلى متى يبقى أهل غزة محاصرين، ونحن متنعمون إلى حين؟ وإلى متى نقعد وقلوبهم تحترق على أكبادهم، الذين حرقوا بقنابل الفسفور الأبيض، بتواطؤ حكام عرب، مما أبكى حتى أولي بأس من الرجال، وما ذاك إلا لأمر عظيم، فبكاؤهم هنا أبلغ في التعبير من آلاف الخطب عن فداحة الخطب. وطعن ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهندولا عجب إن مات بعض أمهاتنا وأخواتنا في غزة أو كدن ، بغير شظايا ولا رصاص، لا بسبب الحصار فليس بشيء حصار البلد، إذا بقي الولد، وإنما الحصار يوم فُقِد، فالأم ترى الملوك وما يملكون أصغر في عينيها من صغيرها، ولكن الطائرات الأمريكية بيد اليهود تقصف وتعود، فتخطف صغار الحي وبينهم صغارها، فهذا ما يجعل أمهاتنا وأخواتنا يرتعدن خوفاً، فتكاد تخرج أنفسهن بعدد خروج أنفاسهن وليس الخبر كالمعاينة فلا يعرف الثكل إلا من خُطِفَ كبده، ولا القصف إلا من يكابده، ولا معتصم من الطغاة ينتقم. وينبغي التنبيه إلى أن من الهزيمة النفسية ومن الخيانة للملة والأمة ودماء الشهداء، أن يتم مدح من تواطأ على قتلهم ووصفه بأنه أمل غزة، بينما أهلها أباة أعزاء يرفضون ذلك. فـغزة مات فتـيتها لتحيا ومدح الكفر للأحرار حرق وحررت الشعوب على قناها فكيف على قناها تسترق وبي مـما رمتك به الدواهي جراحات لها في القلب عمقفلا يحمي العقائد كالضحايا ولا يدني الحقوق ولا يحقذووا السلطان قد باعوا القضايا لأهل الكفر غلمان ورقسلي من حاصر الأطفال فيك أبين فؤاده والصخر فرققلوب ولاتنا مثل الأعادي بنجد أو بمصر لا ترقفراعنة أتو من بعد عهد تذلوا بني العروبة تسترقواتعاونتم مع الأعدا علينا فضرب رقابكم في الدين حقأمتي المسلمة: لقد مضى على احتلال فلسطين أكثر من تسعين سنة، ذاقت خلالها الأمرين على أيدي النصارى واليهود، وبرغم الجهود السابقة التي بذلت بما في ذلك تكرار المظاهرات والمهرجانات، فالاحتلال مازال مستمراً. فأريد منك أمتي دقائق معدودة، لأضع أمامك خطوات عملية لتحريرها، تبرأة للذمة، وإنهاضاً للأمة.وهذا يستلزم قول الحق ولو كان مراً، كما أنه لا بد من إقامته على الضعيف والشريف ولو كان ثقيلا، وإلا فهو طريق الهلاك فاحذروه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) متفق عليه.أمتي المسلمة: إن من الحق المر الذي ينبغي الصدع به، هو أنه رغم حرصنا على إنقاذ أهلنا في غزة وفك الحصار عنها، فهناك من هم أحرص منا عليهم، وأعني بذلك إخواننا في باقي فلسطين، بما في ذلك الضفة الغربية، ومع ذلك لم يستطيعوا إغاثة أهلهم وذويهم. والسبب واضح جلي، فبلادهم محتلة، وجنود الصهاينة وجنود السلطة بقيادة عباس يمنعونهم من نصرة إخوانهم هناك.وهذا السبب هو نفسه الذي يمنعنا من نصرة أهلنا في غزة، فالحقيقة المرة أن بلادنا محتلة من داخلها، وصهاينة العرب حكام المنطقة وكلاء أعدائنا، هم وجنودهم الذين يمنعوننا من نصرة المستضعفين هناك.فإن لم نفقه أن بلادنا محتلة لصالح الحكام وموكليهم، يساندهم في ذلك جيوش عسكرية، وأخرى مدنية، وهي الأهم والأخطر، وفي مقدمتهم علماء السوء، ومن استأجروا من المثقفين ورجال الإعلام، هؤلاء يقومون بتضليل الأمة، وبث روح الهزيمة فيها، وترويضها بشتى الطرق، للسير خلف الحكام، فيواصلون إغتصاب الإدارة، ويسلبوها الإرادة، ترغيباً وترهيباً، فتصبح أمتنا عاجزة عن أخذ زمام المبادرة، والتحرك بعيداً عن الحكام ورجالاتهم. فإن لم نع هذا الأمر، ونعمل على كشف حقيقة هؤلاء، والتحذير منهم وخلعهم والتحرر من سلطانهم، فلن نستطيع أن نحرر فلسطين، ففاقد الشيء لا يعطيه، وسنبقى ندور في دائرة مغلقة بدأ المسير بها منذ أن احتلت الأرض المباركة.أمتي المسلمة: إن الناظر إلى الأوضاع في فلسطين، يرى أن المقومات المطلوبة لكي يحقق الجهاد غاياته ما زالت بحاجة إلى أن تستكمل، ورغم صعوبة ذلك في فلسطين المحتلة، وخاصة مع الحصار المفروض على أهلنا هناك، فضلاً عن اتفاقيات التهدئة التي توقع من حين لآخر، وواقع الحال خلال العقود الماضية يؤكد ذلك، لذا يجب تكوين قوة كافية من المجاهدين، تفك الحصار عن فلسطين لتناصر أهلنا هناك، وحيث إن دول الطوق العربية جميعها، مغلقة لحدودها مع فلسطين حارسة لها من تحرك المجاهدين، بل وحتى الجزء الذي كان يستثنى من الجبهة الشمالية لفلسطين على حدود لبنان، قام حسن نصر الله وحزبه بالموافقة على قرار إغلاقه رقم 1701، القاضي بدخول آلاف القوات الصليبية لحماية اليهود، وبذا يكون ليس هناك فرق في هذه القضية، بين حسن وحسني وبقية طواغيت العرب الذين حاصروا أهلنا هناك.وبناء على ما تقدم: لا بد من البحث عن دول خارج دول الطوق، يتم تحرك المجاهدين منها لتفتح الحدود بالقوة، لنصل إلى أهلنا في ربوع الأقصى المبارك، والفرصة الثمينة النادرة للصادقين في رغبتهم في تخليص الأقصى، هي بدعم المجاهدين في العراق بكل ما يحتاجون إليه، لكي يحرروا أرض الرافدين، وبذا يقومون بواجبين اثنين: هزيمة الحليف الأكبر للصهاينة ثم ينطلقوا إلى الأردن، حيث إنها أفضل وأوسع الجبهات، فنصف سكانها هم من أهل فلسطين الذين هجروا منها سابقاً، ومن الأردن تكون الإنطلاقة الثانية إلى الضفة الغربية وما جاورها، وتفتح الحدود بالقوة لاستكمال النقص في المقومات المطلوبة، لكي يتم تحرير فلسطين كلها من النهر إلى البحر بإذن الله. فهذا هو السبيل الشرعي وهو السبيل الواقعي العملي، بعيداً عن صرف الجهود بأقوال وأفعال معظمها لا تكف بأس سلاح، ولا تنكأ للعدوجراح.فكفى قعوداً وإهداراً للوقت وتهرباً من المسؤولية، فمحرقة غزة وسط هذا الحصار الطويل، هي حدث تاريخي مهم، وفاجعة مفصلية، تؤكد على ضرورة المفاصلة بين المسلمين والمنافقين، فلا يصح أن يكون حالنا بعد غزة كحالنا قبلها، بل يجب العمل الجاد والإعداد للجهاد، لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ويجب أن نبرأ إلى الله تعالى من كل من توطأ مع الأعداء على أهل غزة، فالبراءة من هؤلاء المتواطئن ليست من نوافل الأعمال بل هي أحد ركني التوحيد، فمناصرة الكفار على المسلمين كفر أكبر مخرج من الملة، واقرؤا قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة المائدة 51، وقول الله تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة 256. فهذا الحدث اختبار لنا جميعاً، ينجح فيه من اتبع الهدى، ويتردى فيه من ضل وغوى.فنحن بحاجة إلى قيادات صادقة، تقوم بما يلزم لحشد ما يكفي من طاقات المسلمين في هذا الميدان، فالأمة تعاني إفلاسا ًهائلاً في قياداتها، رغم أن كثيراً من أبناءها يحسبون أن لديهم قيادات تقودهم إلى شاطيء الأمان، فإن لم يكن على مستوى الصف الأول من الملوك والرؤساء، فعلى الأقل على مستوى الصف الثاني والثالث، والحقيقة أن هذا وهم كبير وهو مكمن رئيسي للخلل، وبقاء فلسطين لتسعة عقود تحت الاحتلال، فضلاً عن غيرها، ناهيك عن انتشار الفقر والجهل والمرض رغم كثرة الموارد، مؤشر واضح على ذلك، فالسفينة مهما عظمت وحسنت فلن تصل إلى شاطئ الأمان، إن لم يكن لها قيادة أمينة.فزعامات الصف الأول عرفنا أمرهم وتبعيتهم لأعدائنا، لكن الأدهى والأمر أنهم استطاعوا ترويض كثيراً من القيادات التي تليهم. فقيادات الصف الثاني ومن قرب منهم، إن لم يغيروا ما بأنفسهم من ركون ومداهنة للباطل، أو يغيَّروا، فلن تتقدم الامة في طريق تحرير الأقصى، لأن هؤلاء قد أصبحوا عقبات وحواجز في الطريق الذي يخرج الأمة من هذا التيه، مثلهم كمثل سكة حديد في مقدمتها قطار الحكام ويليه قطار قيادات الصف الثاني ومن قرب منهم، وكلا القطارين متوقفين منذ عقود في طريق تحرير فلسطين، فلا سبيل إلى الأقصى إلا بإزاحة كلا القطارين عن الطريق وتجاوزهما، ويصعب أن يتم ذلك قبل أن يستيقظ كثير من المسلمين، فيتركوا التعصب المذموم للأوطان والرجال، حكاماً أو علماءً أو قيادات للجماعات الإسلامية ، ويتركوا معارضة نصحهم وإقامة الحق عليهم، فإن لم يفعلوا فلسان حالهم يقول، إنهم يسيرون على الطريق الذي أهلك الأمم قبلنا، ولذلك فالأمة في تيه الظلمات منذ عقود، ويبدو أنهم لم يفقهوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) متفق عليه. فيجب أن تسري فينا روح النصيحة لتصحيح المسار، وأن الحق أكبر من الجميع، وسلامة الحق مقدمة على سلامة الأوطان والرجال والأحزاب والجماعات، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي قال (الدين النصيحة). نعم فإن أضعناها أضعنا الدين، وتبعاً لذلك ضياعنا، فهذا واقعنا وقد قال عمر رضي الله عنه (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) فاعتبروا يا أولي الأبصار. وعوداً على موضوع القيادة: فالطريق لتحرير الأقصى يحتاج إلى قيادات حقيقية صادقة مستقلة قوية أمينة، تكون على مستوى هذه الاحداث الجسام، ملمة بفقه الواقع وفقه الشريعة، وينشؤون هيئة مناصحة لها فروع في أقطار العالم الإسلامي، تسعى لنشر البيان والبلاغ، وتوعية عامة أبناء الأمة شرعياً وسياسياً، وعندها تتحرر العقول من الجهل والغفلة، والنفوس من الخضوع والخنوع للحكام الخاضعين لأعدائنا.فالمعرفة بخطورة هذا الواقع الذي نعيشه، ودور الحكام وأعوانهم فيه، هي الخطوة الأولى لتشكيل قوة دافعة في النفس، لتتحرك لتغيير هذا الواقع المظلم. وهنا لا بد من إنزال فقه الشريعة على هذا الواقع، وعندها تنضبط تحركاتنا على الطريق المستقيم، لتصحيح الأوضاع المنكرة وإزالة العدوان عن أمتنا.كما ينبغي أن يحرص أعضاء هذه الهيئة، على أن يكونوا في مأمن من تدخل السلاطين في هيأتهم، متبرئين منهم جميعاً، حذرين من اختراقهم لهيئتهم عبر علماء السوء، كما هو حالكثير من الهيئات القائمة في بلادنا، وإن من واجبهم نشر الأحكام الشرعية ذات الصلة بهذه المواضيع، كالتأكيد على أن الجهاد متعين اليوم إلى أن تتم الكفاية، والتأكيد على الفتوى التي صدرت عن بعض أهل العلم في أحداث غزة، والمتضمنة بأن من ساعد الأعداء وظاهرهم على المسلمين، يكون مرتكباً ناقضاً من نواقض الإسلام، وما يترتب على ذلك من أحكام.كما أضع بين يدي العلماء والدعاة بعض المقترحات في هذا المجال، راجياً بذل الجهود لاستكمال الأمر وتطويره، ومن أهم هذه المقترحات:أولاً: القيام بعمل القوائم المتضمنة للعلماء والدعاة والمفكرين والكتاب الصادقين المناصحين لأمتهم، مع أبرز مؤلفاتهم، والعمل على نشرها بين عامة الأمة، ولا يمنع من ذلك وجود بعض الزلل غير المتعمد، فتتم الملاحظة عليه والنصح فيه، وإلا فلن يبقى لنا عالم فضلاً عمن دونه، فينبغي العمل على إبراز القيادات الصادقة الملتزمة بمنهج الإسلام.ثانياً: تصحيح المفاهيم الشرعية في فكر وحياة الأمة. ومن الكتب المفيدة في ذلك كتاب (فتح المجيد) للشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ وهو كتاب مهم جداً لمعرفة التوحيد والتحذير من الشرك ومنه شرك القبور وشرك القصور، وكتابي الشيخ محمد قطب (مفاهيم ينبغي أن تصحح) و(هل نحن مسلمون)، وكتاب (التبيان في كفر من أعان الأمريكان) للشيخ المجاهد ناصر بن حمد الفهد فك الله أسره من سجون الرياض.وهناك كتاب خامس مفيد، في تقييم جميع الأنظمة في العالم الإسلامي، وإن كان عنوانه خاصاً (النظام السعودي في ميزان الإسلام)، وكثير من الكتب المفيدة يتيسر قراءتها على شبكة المعلومات كموقع التوحيد والجهاد.ثالثاً: تنبيه الأمة على أن هناك حرباً لتغيير وإماتة الأسماء والمصطلحات الشرعية، لارتكاب ما حرم الله تعالى، فيجب تفنيد ذلك وإشاعة الأسماء والألفاظ الشرعية، ومن أمثلة ذلك:انتهاك حرمة الربا فسموه بالفائدة، وأطلقوا على البنوك الربوية البنوك التجارية.وعندما أرادو انتهاك حرمة الخمر، أطلقوا عليه المشروبات الروحية وما شابهها من أسماء.وعندما أرادوا محاربة ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله، سموه بالعنف والإرهاب.ولما أرادوا إرتكاب نواقض الإسلام، وموالاة أعداء الله، أماتوا حد الردة ووصفوا كل من دعا لإقامة هذا الحد بأنه تكفيري.ويتم الحديث عن تسمية الكافر والمرتد والزنديق والمنافق بلفظ الآخر، وينفرون عن استخدام المصطلحات الشرعية، وكذا المغالطة بحوار الأديان، وحرية الرأي وحرية التعبير والتعايش السلمي، والدول الصديقة وعقود تقديم التسهيلات لدعم السفن الحربية الصليبية، في الوقت الذي يقوم به اليهود والنصارى بقتل إخواننا في فلسطين والعراق وأفغانستان ووزيرستان والصومال وكشمير والفلبين والشيشان. فالمغالطة بالأسماء والمصطلحات باب واسع فينبغي تتبعها وكشف حقيقتها وحقيقة ناشريها. رابعاً: القيام بعمل القوائم المتضمنة لأعدائنا من المنافقين ووسائلهم، ولاسيما الإعلامية كالصحف والكتب والمجلات والإذاعات والقنوات الفضائية، وأخطرها الأخيرتان كهيئة الإذاعة البريطانية وأخواتها وقناة الحرة وقناة العربية.وكذلك إعداد القوائم للذين تصب جهودهم في صالح أعدائنا دون أن يشعروا، كالمرجفين والمخذلين والمثبطين من المسلمين، وذلك بالضوابط الشرعية، ونشرها على الأمة بالوسائل المتاحة لتحذرهم، مرفقين تلك القوائم بوثائق وبراهين من أقوالهم وأفعالهم، تدلل على ذلك مع تفنيدها، وأذكر هنا بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة 8.فكشف حقيقة المنافقين منهج قرآني، كما أجمع العلماء على وجوب كشف المنافقين والمبتدعين، وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك، أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال (إذا قام وصلى واعتكف، فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع، فإنما هو للمسلمين. هذا أفضل). انتهى كلامه.فالأمة بحاجة ماسة اليوم، وخاصة بعد هذه الحرب على غزة، أن تعرف المنافقين على جميع الأصعدة، لتحذرهم فتجاهدهم، كما في قوله تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) سورة المنافقون 4 وقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) سورة التوبة 73 فخلاصة القول: لا بد من قادة صادقين وتوعية شرعية وسياسية وجهاد في سبيل الله وكشف لحقيقة المنافقين وتمايز ومفاصلة معهم، مع العلم أن المفاصلة هي أمر قائم من جهة الحكام، فلديهم أجهزة أمنية يصل تعداد أفرادها إلى مئات الألوف، ترصد الناصحين لأمتهم، وتتجسس عليهم، وتعد بهم قوائم تسمى سوداء لمحاربتهم بطرق عدة، إغراء وإغواء، وفصلاً وسجناً، ومنعاً من السفر، ومطاردة وتشويهاً لسمعتهم، بل وقتلاً، وذلك كله للحيلولة بينهم وبين منابر التوجيه، لنصح أمتهم وتحذيرها من مؤامراتهم، وفي المقابل انفردوا هم وعلماؤهم وإعلامهم بالدجل على الأمة وتضليلها. وفيما يخص قوائم أعدائنا، فنظراً لضيق المقام فسأكتفي بوصف كبار أئمتهم في بلادنا. ففي هذه الأحداث تمايز الناس، وخاصةً السادة والكبراء حكاماً وعلماء، وقد بدا واضحاً أن بعض حكام العرب، تواطؤوا مع التحالف الصليبي الصهيوني على أهلنا، وهم من تسميهم أمريكا بحكام دول الاعتدال. وفي الحقيقة أن دول العالم الإسلامي من اندونيسيا إلى موريتانيا بلا استثناء، تنقسم إلى قسمين اثنين: دول معوجة ودول أكثر اعوجاجاً والإسلام بريء من حكامها جميعاً.ولا يخفى أن مما ساعد الجماعة الأولى في صدر الإسلام، على أن يصلب عودها ويقوى عمودها، لتحمل أعباء إقامة الدولة الإسلامية، عدد من الأمور كان من أهمها بعد الإيمان الصحيح والزهد، التمايز بين المؤمنين والمنافقين، فالأحداث العظام والمصائب الجسام ولا سيما الحروب والصدمات، نفضت الخبيث عنالطيب وميزت الصادق من المنافق، كما في قوله تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) سورة آل عمران 166-167 وإن من المصائب التي وقعت على المسلمين يوم أحد، أن ثلث الجيش خضع وانقاد لرأس المنافقين ابن سلول، فانخذل بهم وأمرهم أن لا يقاتلوا الأعداء، وأما اليوم فجميع الجيوش الرسمية للأمة تحت قيادة المنافقين من حكام المنطقة، كما أن معظم الجيوش غير الرسمية تحت قادة الجماعات الإسلامية، وكثير منهميرون أن هؤلاء الحكام ولاة أمر شرعيين، يحرم الخروج عليهم، فكيف لاتتوالى علينا المصائب؟! وقد بدا ذلك واضحاً في خذلان هذه الجماعات لغزة وأهلها، وهم ينتظرون إذناً من المنافقين حتى يجاهدوا، فأي استغفال هذا للشباب المسلم!فالواجب أن نبعد المنافقين والمخذلين عن ميادين القيادة والتوجيه، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم بعد غزوة أحد، فلما قام ابن سلول ليخطب بالمسلمين كما كان يفعل من قبل، وكان سيداً في قومه يريد بذلك أن يحافظ على مكانته في توجيه الجماعة الأولى، أخذ الصحابة بثيابه من نواحيه وقالوا "اجلس أي عدو الله لست لذلك بأهل وقد صنعت ما صنعت".فما أكثر الرجال الذين يعتلون منابر التوجيه بصورها المختلفة، ليخادعوا الأمة لتلتف حول حكام المنطقة المنافقين، ويخذلوها عن القتال لتحرير فلسطين، فما أحرانا أن نقول لكل واحد من هؤلاء مواجهة أو عبر الهاتف كما قيل لرئيسهم الأول ابن سلول "اجلس أي عدو الله لست لذلك بأهل وقد صنعت ما صنعت". فما فعله الصحابة رضي الله عنه بابن سلول هو فضح وإزالة له عن منابر التوجيه في الجماعة المسلمة، حتى لا يعيد الكرة في غزوة أخرى، فينثني بثلث الجيش وتتكرر المصائب، وهذا ما ينبغي علينا فعله، فالمنافقون والمخذلون يكررون علينا المصائب منذ عقود.فهذه بعض المقترحات، أرجو أن تصب في صالح المشروع العام لإنقاذ الأمة وفك وكسر القيود التي كبل بها كثير من أبنائها، فيتحررون منها، وينطلق منهم من يكفي بما يلزم للقيام بأوجب الوجبات بعد الإيمان، دفع العدو الصائل، الذي يفسد الدين والدنيا. وإن فك حلقة من حلقات السلسة الغليظة الملقاة على رقابنا، تعيننا على إسقاط وطرح لبقية الحلقات بإذن الله.فالفرصة متاحة اليوم، للقيام بهذا الواجب في عدد من ساحات الجهاد المفتوحة، وخاصة في العراق وأفغانستان وباكستانوالصومال والمغرب الإسلامي. فأرجوا الله أن يوفقنا لنصرة الدين وللجهاد في سبيله، حتى نحرر بلاد المسلمين، ولا سيما العراق لننطلق منها إلى فلسطين.وختاماً، أذكر أمتي بأهمية تعاهد قلوبنا بمقويات الإيمان، وتجنيبها مواطن الفتن والنفاق، ويعيننا على ذلك: أن تكون ألسنتنا رطبة بذكر الله تعالى، وقرآءة جزء يومياً من القرآن الكريم بتدبر وتفكر، فهو يجلي القلوب وينير العقول، ويبصرنا بالصفات المشتركة لأعدائنا، من المشركين والمنافقين على مر العصور. واقرؤا قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) سورة يونس 57وكذلك أذكر بأهمية قراءة الكتب المقترحة، ومتابعة كتيبات القوائم والاطلاع عليها ونشرها، لأنها منارات وسط ظلمات الهجمات الداخلية والخارجية علينا.وأخيراً، أحرض نفسي وإخواني بهذه الأبيات: وتسألني عزائمنا علام الجبن والخوروقد ملأت عوالمنا طواغيت لها صورليوهنوا من عقيدتنا وفيهم يكمن الخطرأخي يا قوة عظمى سبيل الله غايتكأأنت الموت تخشاه وأنت الموت جنتكعمود الدين لا يقوى بتصويت وتخذيلفغير السيف لا يجدي يميناً فتية الجيلاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذلُّ فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.اللهم انصر المجاهدين في كل مكان وتقبل شهداءهم واشف جرحاهم وفك أسراهم إنك على كل شيء قدير. اللهم عليك بالتحالف الصليبي الصهيوني ومن ناصرهم. اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك فأمدنا بمدد من عندك وانصرنا على القوم الكافرين. وصلي اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

للمزيد من مواضيعي

الموضوع الأصلي :
هنا المصدر : ملتقى الحوار العربي

الجمعة، 4 سبتمبر 2009


سلمان: أهلا بكم، كل عام وأنتم بخير، رمضان كريم. الانفصال هو الخيار المنطقي الذي يجب أن يختاره السودانيون، هكذا رأى الزعيم معمر القذافي معلنا دعمه للجنوب إذا اختار الانفصال، وبرغم استدراك العقيد بأن الانفصال سيسفر عن دولة ضعيفة ومستهدفة إلا أن الكثيرين فاجأهم هذا التصريح من الزعيم الذي لطالما كان عرابا للوحدة وباحثا عنها في كل الاتجاهات، كما رأوا مفارقة في أن التصريحات تأتي عشية قمة الاتحاد الأفريقي في بلاده والذي لا يزال القذافي يدعو بتحويله إلى الولايات المتحدة الأفريقية. وليد العطار تابع الأجواء التي صدرت فيها هذه التصريحات ورصد ردود أفعالها في التقرير التالي.
[تقرير مسجل]
وليد العطار: حرص متجدد على المثير من التصريحات أم واقعية تتراجع عن أحلام الوحدة عربيا ثم أفريقياً؟ أسئلة تطرح حيال إعلان الرئيس الليبي اعتزامه تأييد انفصال
جنوب السودان في حال اختار أهله ذلك، موقف قديم تجاه القضية الجنوبية جدده القذافي أخيرا في لقاء مع قياديي بعض فصائل إقليم دارفور المضطرب، فهل تدعم تلك التصريحات الوساطة الليبية في ملفات سودانية كدارفور أو العلاقات مع تشاد؟
مصطفى عثمان إسماعيل/ مستشار الرئيس السوداني: ما نعلمه عن العقيد القذافي هو أنه داعم لوحدة أفريقية حريص على وحدة السودان بل بدأ حياته السياسية داع للوحدة العربية، أما إن صدق ما قيل عنه فهذا يعتبر انعكاسا خطيرا وتغييرا كبيرا في هذه القناعة التي نعلمها.
وليد العطار: صحيح أن العقيد استدرك محذرا من أن جنوب السودان سيكون حال انفصاله دولة ضعيفة ومستهدفا من القوى الدولية استدراك قد يضع تصريحات القذافي في باب توازن الرؤية التي يتقدم بها كوسيط إلى الجنوبيين خاصة أن قبول الانفصال سيكون رأي الخرطوم نفسها في حال أدى إليه استفتاء 2011، فما المزعج إذاً في تصريحات القذافي التي تتحدث افتراضا عن وضع محتمل؟ هكذا يدافع البعض. لكن حتى يأتي عام 2011 ألا يعتبر تدخلا مرفوضا تشجيع انفصال الجنوبيين عن السودان وتعديد مسوغات ذلك عرقيا ولغويا ودينيا؟ لئن كانت السنوات والخطوب قد صرفت العقيد عن أحلامه الوحدوية العربية وألقت به في أحضان الحلم الأفريقي أفلا يعد سودان موحد متماسك مكسبا للقارة السمراء؟ يتساءل البعض أفريقياً هل يغدو رئيس الاتحاد عراب انقسام؟
[نهاية التقرير المسجل]
مغزى ومبررات تصريحات القذافي
منى سلمان: إذاً من المؤكد أن هذه التصريحات ستلقي بظلالها على القمة الأفريقية لذلك نسألكم مشاهدينا ما رأيكم أنتم، هل ترون أن تصريحات القذافي تحمل تشجيعا على الانفصال وتدخلا في شأن سوادني داخلي واستباقا لاستفتاء عام 2011 أم مجرد مواكبة لأمر واقع على اعتبار أن الحكومة السودانية نفسها أعلنت أنها ستقبل بنتائج الاستفتاء أياً كان؟ وهل تتسق هذه التصريحات في رأيكم مع التاريخ الوحدوي للزعيم الليبي؟ كالعادة نتلقى مشاركاتكم عبر رقم الهاتف الذي يظهر على الشاشة (974) 4888873
وعبر بريدنا الإلكتروني،
minbar@aljazeera.net
وكذلك يمكنكم تتبعنا عبر صفحتنا على موقف twitter من خلال العنوان الذي يظهر على الشاشة،
www.twitter.com/minbaraljazeera
نبدأ بهذه المكالمة من السودان معي سعيد محمود سعيد... يبدو أن سعيد لديه مشكلة في الاتصال أنتقل إلى مصر ومعي من هناك حسن نجيلة، حسن.
حسن نجيلة/ مصر: أخت منى مساء الخير ورمضان كريم. تصريحات القذافي ليست مشكلة ومن قبل قال إسراطين يعني اندماج إسرائيل مع فلسطين في دولة واحدة، لكن المشكلة الدولة الفاشلة منذ الاستقلال، فشل الأنظمة الحاكمة في السودان هو سبب المشاكل في الجنوب ودارفور منذ الاستقلال حتى انقلاب البشير 1989 الحكومة المركزية لم تعمل لتخطيط..
منى سلمان (مقاطعة): طيب يا سيد يعني واضح من كلامك أنك مواطن سوداني أليس كذلك؟
حسن نجيلة: نعم.
منى سلمان: طيب هل ترى في تصريحات العقيد القذافي تدخلا في الشأن الداخلي لبلادك أم كيف تراها؟
حسن نجيلة: هو كل العالم تدخل في الشأن الداخلي السوداني، القاصي والداني تدخل في الشأن السودان، الشأن السوداني شأن مستباح لكل العالم لذلك أنا أقول مسألة القذافي ليست مسألة لأنه تحدث هذا الأمر وبجانبه على يمينه الدكتور خليل إبراهيم رئيس
حركة العدل والمساواة المناضلة في دارفور، إذاً الآن هو في حكم وساطة في قضية السودان، منذ استقلال السودان في ديسمبر 1955 أول حكومة سودانية وطنية ثلاثة وزراء من الجنوب، وزراء بلا حقائب، كالأشخاص من كوكب آخر ليسوا من أهل السودان، الأنظمة الحاكمة في الخرطوم منذ الاستقلال ليس لديها رؤية لحكم البلاد إلى أن اندلعت الحرب الأولى في الخمسينيات ولم..
منى سلمان: نعم لكن هل يبرر ذلك في رأيك، هل يبرر ما تقول -على افتراض صحته- تصريحات العقيد القذافي؟ ألا تحمل في طياتها دعوة للانفصال وتشجيعا عليه كما رأى البعض؟
حسن نجيلة: البعض يفهم أنه تصميم ضمني الجنوب ينفصل وأيضا دارفور ينفصل ودارفور طبعا بحكم قربها بجوار ليبيا الجوار الليبي الدارفوري ممهد بين كفرة والسودان أقرب من الفاشر للخرطوم، لكن أنا داير أعني الفشل، فشل الدولة منذ الخمسينيات حرب عبود مرورا بحرب
النميري انتهاء بـ عمر البشير فشلوا بأن يكون هناك نظام أو قوة جاذبة ومنبر الشمال الذي يتزعمه الطيب صفا قريب -هو يدعي أنه قريب الرئيس عمر البشير- مقابل انفصال شمال السودان عن الجنوب، يعني أن..
منى سلمان (مقاطعة): طيب أشكرك يا سيد حسن أنت الآن تجاوزت موضوع تصريحات القذافي إلى رأيك في قضية السودان، أنت رأيت أن ما يحدث في السودان مبرر للتدخلات من كل جانب وليست من القذافي وحدها. معي من السعودية فارس محمد، فارس؟
فارس محمد/ السعودية: السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير. الحقيقة يعني عندما ندقق في هذا التصريح يعني هو غريب جدا على مواقف القذافي وإن كان هو أحيانا راعي خبطات مخالفة في الإعلام مساحات كبيرة جدا، لكن أعتقد أن الانفصال عندما أتكلم من ناحية سياسية هو ليس انفصال قوى سياسية بمعنى أنه يمكن للقذافي أن يتحدث مع الزعماء الجنوبيين بطريقة سرية يعني، هو محتاج أن يتحدث إلى الجنوبيين كشعب لأن التصويت سوف يكون من خلال الشعب وبالتالي أعتقد إذا لم يكن هذا التدخل فماذا يكون التدخل؟ وبالتالي أعتقد أن القذافي له أهداف، أنا لا أدري ما هي الأهداف جدا، أنا أعتقد هو نازع يعني يدعو من الدول العربية كمصر والسودان وبالتالي هو يحتاج إلى دولة خلفية للنيل لكي تكون هي وسيلة ضغط على هذه الدول، لا أدري لكنني أعتقد يعني لحد كبير جدا أن القذافي لم يرم هذه الرمية عبثا ولا لمجرد تصريح أعتقد أن واءها ما وراءها.
منى سلمان: طيب يا سيد فارس ما رأيك في من يقول بأن هذه التصريحات هي تصريحات واقعية لا تختلف عن الموقف المعلن للحكومة السودانية الرسمية التي قالت إنها ستقبل اختيار جنوب السودان حتى لو كان الانفصال؟
فارس محمد: عندما أقول إذا كان، إذا كان، إذا اختاروا حياهم الله، هم اختاروا الانفصال الله يحييهم، لكن لما تيجي، يجي واحد زعيم ويقول أنا أقترح وأرى من مصلحتكم أن تنفصلوا هذا كلام آخر يعني مختلف كليا، أنت تدعوهم وتشجعم على الانفصال وبالتالي هو هذا يعتبر تدخلا فما أدري هل هو نتيجة.. أنا أعتقد أنه هو نافض يده من الدول العربية وخصوصا مصر والسودان وبالدرجة الكبرى مصر وأعتقد أنه يحتاج إلى دولة موالية له أو تخضع له تكون غير عربية وتكون أيضا لها سيطرة على النيل.
منى سلمان: شكرا جزيلا لك فارس محمد من السعودية. إلى السودان عاد مرة أخرى سعيد محمود لعل حظك أوفر أو حظنا معك أوفر هذه المرة تفضل يا سعيد، سعيد هل لا زلت معي... طيب يبدو أن سعيد لديه مشكلة في الاتصال. من اليمن معي علي صلاح.
علي صلاح/ اليمن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شهر مبارك وكل عام وأنتم بخير. زعيم القومية العربية الأخ معمر القذافي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وخروج القطب الأوحد ومنذ سقوط نظام صدام حسين والتخلي عن السلاح النووي، طبعا هو تخلى عن زعامة الأمة العربية وتخلى عن مشروع الوحدة العربية، الأسباب أنه أصبحت الأمة العربية لم تعد يعني قادرة على أن تفرض أي رأي في الوحدة أو في تقرير المصير أو في غير ذلك، فالقذافي أراد أن يلعب دورا جديدا سواء هذا الدور كان إقليميا أو دوليا فمسألة أنا أعتقد أن رميه انفصال الجنوب أن القذافي لم يرمه جزافا بل هناك من هو أبعد من السودان سوف يقدم عليه القذافي في الأيام الأخيرة بعد السودان وربما تصل يعني تصريحاته إلى اليمن خلال الأشهر القادمة وأسباب ذلك لأدوار إقليمية تبقى القذافي يتساعد معها حول ما يدور في..
منى سلمان (مقاطعة): طيب يعني إذا افترضنا جدلا صحة ما تقول يا علي أنت قلت إنه أدار ظهره إلى الأمة العربية واتجه إلى أفريقيا، هو يدعو إلى وحدة أفريقيا والسودان قطر عربي أفريقي أليس في اقتراحه أو تشجيعه للانفصال بعدا أو تناقضا مع فكرة الوحدة الأفريقية؟
علي صلاح: ربما لا يقصد ذلك، هو أراد أن يقوم بوساطة بين السودانيين وربما من هذا التصريح أراد أن يمهد لقبوله كوسيط بين الأطراف السودانية وبالتالي أنا لا أجزم بأن الأخ القذافي يريد انفصال السودان يعني حقيقة وهذا الشيء هو ما يضمره وربما يكون له أبعاد إقليمية أخرى سوف يرميها في الأشهر القادمة، وشكرا.
منى سلمان: شكرا لك يا علي، علي صلاح من اليمن. كتب إلينا عبر موقع twitter من دمياط محمد منصور، كتب يقول "إن تصريحات القذافي تتناقض مع الوحدة الأفريقية التي ينادي بها وتفتح الباب أمام كل من يريد التمرد". أما محمد سالم من مصر فقال "إنه لا أحد يعرف كيف يفكر القذافي فمرة نجده عروبيا ناصريا ومرات نجده إسلاميا متشددا أكثر من طالبان وأتوقع أن تنقلب تصريحاته بعد شهر، وآن للعروبيين أن يحطموا أصنامهم" هذا هو رأي محمد سالم عبر twitter. من اليمن كتب لنا عمر سعيد بلحثيث " علمنا الزعيم الليبي معمر القذافي أهمية الاتحاد والفرق بين الاتحاد والوحدة، فصرح بعوامل انفصال جنوب السودان ونرى أن السودان سيستفيد من ذلك ولن تؤثر تصريحات القذافي في الوساطة التي تقوم بها بلاده في دارفور كونه رئيسا للاتحاد الأفريقي وكذا الحال بالنسبة لليمن وسيبقى في قلوب الجميع كونه قائدا مخضرما". أما رياض مظهر توكل من مصر فقد كتب يقول "يطالعنا الأخ العقيد بآراء تبدو للعامة منطقية ويسخر منها السياسيون، من يتابع مداخلاته في المؤتمرات يلاحظ هذا بشدة فهو هنا يستقرئ موقف أهل الجنوب الذين يتطلعون إلى الانفصال وصرح بهذا الذي قد يضر السودان وقد يفيد منه إذا ما عمل على تسوية المشاكل العالقة، ولن يتأثر موقف ليبيا من الوساطة في قضية دارفور". من ليبيا معي يوسف شاكير، يوسف تفضل.
يوسف شاكير/ ليبيا: مساء الخير. الحقيقة دائما يساء فهم القذافي زي الكثير من الكلام كما {..لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى..}[النساء:43] ولا تقربوا الصلاة فقط. القذافي مفكر..
منى سلمان (مقاطعة): لماذا يساء دائما فهم القذافي بحسب رأيك؟
يوسف شاكير: هكذا، لأن هذه التصريحات تجيب على بعضها البعض، ثلاثة تصريحات تجيب على بعضها البعض، القذافي قارئ للإستراتيجية، القذافي يعطي تقدير موقف على مستوى دقيق جدا، العالم تصور القذافي لم يصرح فالسودان، جنوب السودان منفصل منفصل، القذافي أقر شرعية أهل جنوب السودان أنهم يقرروا مصيرهم، القذافي لديه تجربة دارفور التي دخل على خط دارفور إسرائيل فعطلت حل هذه القضية، تصوري عند الفراغ السياسي ليس هناك من يقول..
منى سلمان (مقاطعة): يعني ألا يناقض كلامك هنا بعضه البعض، أنت تتحدث عن تأثير لإسرائيل في دارفور فماذا إذا انفصلت دارفور؟
يوسف شاكير (متابعا): هذا كلام مش مقبول، الفراغ اللي حيكون في جنوب السودان من يملؤه؟ خاصرة ليبيا والسودان ومصر من يملؤها؟ تملؤها إسرائيل أم القوى الاستعمارية؟ وهذا مخطط معروف، القذافي قال للجنوبيين إذا انفصلتم أنا سأساعدكم، من تريدون؟ أولى أن تساعدهم إسرائيل، أولى أن يساعدهم الغرب، من يساعدهم؟
منى سلمان: طيب يا يوسف اسمعني، هناك من رأى في أن تعديد أسباب الانفصال من جانب العقيد القذافي عندما تحدث عن الاختلاف الإثني واللغوي والثقافي بين جنوب وشمال السودان واعتبر الانفصال وضعا طبيعيا ينطبق بذاته على أماكن كثيرة في العالم العربي من بينها ليبيا، أليس في ذلك دعوى لانفصال أي إثنية أو ثقافة ترى أنها متميزة عن الدولة المركزية؟
يوسف شاكير: الحالة لا تتجزأ، ليست جزء واحدا مبتورا، هو دارس للقضية من زمان، القذافي متضلع في قضية جنوب السودان من قدم من أول ما ابتدأت والآن متضلع في قضية دارفور وهو على صلة، ويدرك الجنوبيون ويدرك السودانيون ويدرك كثير من الأخوة أن القذافي ليس انفصاليا أما عملية التقليل من هو رئيس منظمة وحدة أفريقيا وكيف يدعو وكيف يدعو وكيف يدعو؟ ليس هناك ما يشجع على انفصال السودان، هذا رأيي بسيط جدا وأعتقد أن الأيام القليلة القادمة حتكشف محتواه إن شاء الله.

تأثير التصريحات بين التحذير والتشجيع
منى سلمان: شكرا جزيلا لك يوسف، معي عبد القادر عبد الرحمن من الأردن، عبد القادر تفضل.
عبد القادر عبد الرحمن/ الأردن: السلام عليكم. بداية أقول لكم رمضان كريم. التصريح الذي أعلنه القذافي هو نابع من الواقع الذي يجري في السودان لأن النظام في السودان يدعم الانفصال أكثر مما هو يدعم الوحدة، الشيء الثاني هذا هو قنبلة حقيقية قد تم انفجاره من قبل القذافي وهذا هو نحن كنا نتوقعه، هناك كثير من التصريحات المخزونة داخل..
منى سلمان (مقاطعة): يعني كيف تتوقعه؟ على أي أساس تتوقعه؟
عبد القادر عبد الرحمن: نتوقعه لأن هناك كثيرا من المعطيات في السودان تدل على أن هناك انفصالا قادما ولكن هذه الحقيقة مخزونة داخل الأدراج من قبل المؤتمر الوطني، هو لا يريد أن يبوح بهذه الحقيقة لأنه يعرف إذا ظهرت هذه الحقيقة تكون هناك قنبلة شعبية سودانية من قبل الشمال حتى من قبل الشمال والجنوب..
منى سلمان (مقاطعة): طيب يا عبد القادر يعني البعض احتج بأن تاريخ الأخ العقيد الذي دعا دوما إلى الاتحاد سواء كان عربيا أو أفريقيا وضغط من أجل تحويل منظمة الوحدة الأفريقية إلى اتحاد وما زال يضغط حتى تتحول إلى الولايات المتحدة الأفريقية لم يكن ينتظر منه أحد أن يشجع الانفصاليين في الجنوب؟
عبد القادر عبد الرحمن: أختي منى أنا أتحدث عن أن هناك إشكالية كبيرة جدا وهذه الإشكالية هي.. وهذه التصريحات هي واحدة من الإشكاليات التي تظهر لاحقا في السودان، لأنه في السودان هناك إشكاليات كثر، ليس في الجنوب أو في الغرب أو في الشرق، هناك إشكال حتى على مستوى على كل الحركات التي تم توقيعها في الخرطوم لأن النظام في السودان لا يريد هناك سلام حقيقي بل يريد هناك انفصالات في الجنوب، حتى الحزب الأخير الذي كونه لاما كول هذا هو امتداد لهذه الانفصالات وهذا هو امتداد لهذه الإشكاليات.
منى سلمان: طيب يا عبد القادر نحن لا نناقش الموقف في السودان، أفردنا له حلقات سابقة وقد نتحدث عنه لاحقا، ما نناقشه هو تأثير تصريحات العقيد معمر القذافي على الوضع في السودان على دوره كوسيط هل هي متسقة معه أم لا؟ هل تراها أنت تدخلا في شؤونك كمواطن سوادني؟
عبد القادر عبد الرحمن: إنني، إنني..
منى سلمان: انقطع الاتصال مع عبد القادر من المصدر، عبد الله إبراهيم من السويد، عبد الله؟
عبد الله إبراهيم/ الكويت: السلام عليكم. في البداية يعني أحب أوضح نقطة أساسية فيما يتعلق في الوضع بجنوب السودان، هذه الحكومة التي يتحدث البعض عن أنها هي التي أزمت الوضع هي الحكومة الوحيدة التي سمحت أو وصلت لاتفاق نهائي في مشاكوس مع تمرد الجنوبي في أن يكون حق تقرير المصير واحدة من المبادئ الأساسية التي يعتمد عليها الاتفاق. سقف مطالب الجنوبيين قبل هذه الحكومة -نتحدث حتى بداية الثمانينيات- كان سقفهم الحكم الفيدرالي وحتى ذلك كان صعب المنال، جاءت هذه الحكومة وصلت لاتفاق نهائي بشهادة المجتمع الدولي ووصلت لاتفاق..
منى سلمان (مقاطعة): طيب يعني مرة أخرى يا عبد الله أكرر أننا لا نناقش موقف الحكومة السودانية على إطلاقه من قصة السودان أو في موضوع السودان إلا فيما يتعلق بتصريحات العقيد معمر القذافي.
عبد الله إبراهيم: أريد أن أنفذ من هذه النقطة إلى أن موقف القذافي لأن البعض يتحدث عن أن الانفصال قادم لا محالة وأن القذافي ما قال شيئا غريبا أو هو فقط قد مهد لشيء، أنا أقول إن هذه إشارات سلبية أراد منها العقيد معمر القذافي كأنه يريد أن، ما كان، ما اتفق عليه في اتفاق أراد له أن يكون واقعيا عمليا، هذا الانفصال لم يعط حتى هذه اللحظة واقعا ما، الجنوبيون لهم الحق أن يختاروا الوحدة والانفصال، كان ينبغي لهذا العقيد الذي يدعي الوحدة ويدعو العالمين أن يكونوا في وحدة واحدة سواء كانت ولايات متحدة أفريقية أو غيرها أو يجعل كل العالم في دويلة واحدة ويكون هو الزعيم، كان ينبغي أو نتوقع منه أن يصبر حتى تأتي نتائج الاستفتاء إذا قرر الجنوبيون الانفصال عندها كان ينبغي له أن ما يريد أن يقول. لكنني أريد أن أقول شيئا واحدا، ظن هذا الرجل -دون أن أقدح فيه- يريد فقط أن يصرف كل المشاكل الداخلية التي توجد في ليبيا ودائما يسعى ويظل يتدخل في أوضاع الدول المجاورة، تدخل من قبل في تشاد وعمل الفتن كثيرة جدا وتدخل في الشارع السوداني، ظل يتدخل في الشارع السوداني منذ أيام حكم النميري وحتى هذه اللحظة تارة يتحالف مع الإسلاميين ضد النميريين وتارة أخرى مع الشيوعيين ضده وتارة يصبح ناصريا، كان شريكا في الجمهوريات الثلاث بين مصر والسودان وليبيا ثم كان هو أحد الأسباب الرئيسية في أن ينفرط عقد هذه الوحدة ثم تدخل في الشأن السوداني الآن وتدخل يريد أن يوحد سوار بدارفور ليكونوا عصبة واحدة ضد الحكومة السودانية، أريد أن أقول حقيقة ربما لن تجرؤ الحكومة السودانية في أن تنقلها أو أن تذكرها لوسائل الإعلام، هي أنه عندما دخل خليل إبراهيم إلى الخرطوم كانت ليبيا هي الأذرع الرئيسية أحد الأذرع الرئيسية، السيارات دخلت من ليبيا إلى..
منى سلمان (مقاطعة): يعني أنت تعبر في المجمل أن الأمر تدخل منه في الشأن الداخلي ومحاولة لصرف الانتباه عن مشاكل داخلية في ليبيا، شكرا لك عبد الله إبراهيم. أنتقل إلى معروف من فلسطين، معروف أمين تفضل يا معروف.
معروف أمين/ فلسطين: السلام عليكم. أخت منى بالنسبة لتصريحات القذافي طبعا هو معروف أنه من حكام الأمر الواقع المفروضين على المسلمين والذين لا يأتون بخير للمسلمين دائما ولو رفعوا الشعارات للوحدة الرنانة فأفعالهم تغني عن أقوالهم، ولكن بالنسبة لتصريحاته حول إنه يقبل انقسام الجنوب ويعززه وأن الوضع في السودان يعني لا يعمل على انسجام السودانيين على الرغم من أنهم كانوا طوال حياتهم يعيشون هم والمصريون أصلا قبل الانتداب الإنجليزي وقبل الاستعمار الإنجليزي مع بعض، ولكن الذي حصل أن مجرد ما جاء الاستعمار الإنجليزي فرق مصر عن السودان والآن الاستعمار الأميركي في السودان وهيمنته وتدخل المبعوث الأميركي في السودان دائما ووجود حكومة الخرطوم هي التي تعزز على تقسيم السودان فسياسة أميركا في المنطقة تقسيم المقسم وهذا ما صرح به الرؤساء، وأما بالنسبة..
منى سلمان (مقاطعة): طيب يعني ألا تجد أن في ما قاله العقيد القذافي أو تحذيره للجنوبيين أنهم حتى لو اختاروا الانفصال فستكون دولتهم مستباحة وضعيفة ومستهدفة وبالتالي هم أفضل لهم أن يبقوا، أنه وضع أمامهم الخيارين؟
معروف أمين: أخت منى أنا أفهم تصريح القذافي على أنه يمهد ويوطئ لانقسام دارفور وذلك لأنه من الأطراف التي دعمت وعززت الأطراف المتصارعين في دارفور والمدعومة أصلا من تشاد المربوطة في فرنسا ولذلك نجد أنها، أظن تصريح القذافي كونه يعلم أنه مقبل على تقسيمه إلى خمس دول أو أربع دول فهو يعزز ويحفظ خط الرجعة ويعطي المبرر لتفسيم دارفور ويعزز الأطراف المتصارعة مع حكومة الخرطوم لانقسام دارفور، لذلك نحن نسأل الله أن يريحنا من هؤلاء الحكام الذين..
منى سلمان (مقاطعة): شكرا جزيلا لك يا معروف، معروف أمين من فلسطين. لدينا الكثير من مشاركاتكم الهاتفية وكذلك رسائلكم التي تتوالى على بريدينا الإلكتروني وعلى صفحتنا على تويتر لكن بعد هذه الوقفة القصيرة.

[فاصل إعلاني]
دلالات التصريحات بين استباق الأحداث والتحريض
منى سلمان: أهلا بكم من جديد. من المغرب كتب محمد بوبوش يقول "إن تأييد القذافي لانفصال جنوب السودان يتناقض كليا مع ميثاق الاتحاد الإفريقي الذي يتزعمه حاليا والذي ينص على رفض أي تغيير في حدود الدول الأعضاء أو أنظمة الحكم فيها ويضع شروطا استثنائية صعبة في هذا المضمار، لقد سبق له أن أيد انفصال الأكراد في العراق وأمد جبهة البوليساريو بالسلاح ويبدو أنه يريد تقمص دور العقيد أبو شهاب في الحارة الأفريقية -بحسب تعبيره- على حساب الوحدة الترابية للدول الشقيقة"، محمد المعز الداهش كتب لنا من تونس يقول "ليس هناك زعيم عربي حريص على السودان مثل القذافي وهو لم يقل حرفيا إنه يريد انفصال الجنوب بل أوضح أنه لا يجب أن نأسف كعرب إذا ما صوت سكان الجنوب لخروجهم من السودان لأنهم لا يتبعوننا أصلا في الدين أو اللغة أو التقاليد وبالتالي فإن السودان سوف يتخلص من عبئهم -بحسب تعبيره- وتتخلص الأمة العربية من هذا المشكل المزمن"، أما أمين الفاتح فقد كتب يقول "كيف يتأتى للقذافي أن يقفز بالزانة وهو في مشكلة دارفور إلى تأييد الانفصال في الجنوب؟ ومن طلب تأييده أو عدمه؟ الاستفتاء قائم ومنوط بأهله لكن أنت من نصبك حكما؟" هو يتساءل ويقول إنه تعب من جهل الأمة الأفريقية بالشأن السوداني فهم لا يعرفون عنا إلا أن السودان سلة الغذاء أو بلاد الفقراء. مصراوي أصيل هكذا وقع رسالته وكتب يقول "الانقسام الانقسام لقد أصبح الانقسام تميمة هذا العصر، منذ متى كان الانقسام حلا منطقيا لمشاكل الدول؟ وحين يتأتى على لسان شخص مثل القذافي الذي يدعو دائما إلى الوحدة العربية والأفريقية فالأمر أغرب ما يكون، ما المشكلة التي حلها الانقسام في اليمن أو العراق أو فلسطين؟ نحن نرفض أن يضاف شرخ جديد قد يؤدي إلى انهيار الكيان العربي". معي عبر الهاتف من السعودية عايش علوي، تفضل يا عايش.
عايش علوي/ السعودية: السلام عليكم، والله نحن نستغرب استغرابا كبيرا بخصوص تصريحات القائد القذافي وباعتبار أنه رمز عربي وقائد عربي يجب أنه يقود الأمة العربية والإسلامية إلى بر الأمان بحيث يجمع الأمة العربية على لم الشمل وتوحيد الكلمة وتوحيد الصفوف في الدول العربية وحل مشاكله، ليس يدعو إلى التفكك والتمزق بالأمة العربية والإسلامية..
منى سلمان (مقاطعة): نعم كما استعمت هناك من رأى أنه لم يدع إلى التمزق ولا إلى الانقسام لكنه فقط أقر ما قد يصبح أمرا واقعا.
عايش علوي: الدليل الآن أن الذي يدير في السودان إخواننا الأشقاء في السودان هذه وحدة عربية جميع الزعماء العرب يدعون إلى لم وحدة العرب... يعني اعتبار ذلك على أن القذافي يعطي إشارة إلى دخول الأجانب إلى وسط صفوف الدول العربية لشق نظام الدول العربية، والآن هناك خطة إستراتيجية بعملة إسرائيلية قديمة كيف الدخول إلى العرب عبر السواحل وعبر الغزو الفكري وما أشبه ذلك، القذافي كنا نعتبره رمزا كبيرا وهو الأب الروحي لنا وكان يعتبر..
منى سلمان: انقطع الاتصال مع المصدر مع عايش علوي، عبد الوهاب من السعودية، نهاد عبد الوهاب تفضل يا نهاد، نهاد؟ أحمد محي الدين من السعودية.
أحمد محي الدين/ السعودية: السلام عليكم، رمضان كريم أولا. مداخلتي بسيطة الحقيقة عن تصريحات العقيد القذافي، الحقيقة القذافي لم يأت بجديد مسألة انفصال جنوب السودان محسومة باتفاقية السلام الشامل أو اتفاية نيفاشا، على العقيد زي ما ذكر أحد المتحدثين من قبلي الحقيقة عليه أن ينتظر وإذا انفصل الجنوب في ذاك الوقت عليه يدعم الجنوب بالأموال وبالطائرات..
منى سلمان (مقاطعة): يعني هو استبق الاستفتاء من وجهة نظرك واستبق الأحداث.
أحمد محي الدين: استبق الأحداث بقوة يعني ويعطي إشارات سالبة غير مقبولة منه لكن هذا طبع القذافي يعني اللي يعرفه العالم العربي كله.
منى سلمان: طيب ما رأيك أنت -يبدو كما هو واضح أنك مواطن سوداني- في الأسباب التي عددها العقيد والتي على أساسها رأى أن السودانيين يجب عليهم أن يختاروا الانفصال في الجنوب؟
أحمد محي الدين: هذا حل مكفول لهم لم يأت به القذافي، هذا مكفول في اتفاقية موقعة وملتزم بها. أقول لك شيئا الآن لو الشماليون يستفتوهم حيطالبوا بانفصال الشمال عن الجنوب وأنا متأكد ونسبة كبيرة من السودانيين..
منى سلمان (مقاطعة): يعني ألا تفعل أنت ما انتقدته من قبل السيد العقيد باستباق الأحداث والاستفتاء؟
أحمد محي الدين: لا، أنا اللي أقصده أنه في اتفاقية سلام وفي استفتاء، لماذا الناس ينتظرون الاستفتاء وبعد الاستفتاء كل واحد يقول رأيه أو يدعم ما يبغى، أنا بأقول الأخوة الشماليين الحين لو استفتوهم يمكن ما يبغون الوحدة مع الجنوب، ووجهة نظري يعني تعليقا على كلام القذافي استبق الأحداث باختصار.
منى سلمان: شكرا جزيلا لك، من السودان معي الطيب محمد، الطيب تفضل.
الطيب محمد/ السودان: السلام عليكم منى كيف حالك يا أخت منى، أولا أشكر قناة منبر الجزيرة وكل وسنة وأنت طيبين. للأسف.. أنا حأدي سؤالين، أول حاجة للأسف فشل الزعيم القذافي في الزعامة الأفريقية، هدفه من تكوين انفصال الجنوب عن الشمال هو تكوين الإخوة الدكتور خليل إبراهيم وعبد الواحد اللي هم خشوا جوه الحرب وضربوا إخوانهم من السلاح الإسرائيلي، فالقذافي هو ذاته أصلا القذافي من أجلس القذافي على الكرسي؟ لأن إحنا الشعب السوداني...
منى سلمان (مقاطعة): طيب يا سيد الطيب حتى لا نأخذ الأمور على عواهنها..
الطيب محمد (متابعا): لا نحن الشعب السوداني.
منى سلمان: نعم اسمعني، هو ذكر في ذات التصريحات يعني انتقد فكرة أن يحمل المواطن السوداني السلاح ضد أخيه السوداني، هل ترى أنه يعني فكيف ترى أنه يساعد الجنوبيين أو يدعوهم لمقاتلة بعضهم البعض؟
الطيب محمد: هو الآن ساعد الجنوبيين لأن أغلبية الشعب الجنوبي معهم في ليبيا، كوبس؟ فهو ساعد الجنوبيين على حسب ما شافهم ضعاف، لا بل هم ما ضعاف، ونحن كقوة سودانيين مستعدين بأن نحل مشاكلنا الداخلية، فللأسف الزعيم القذافي هو خش في موقف كده ليس له الحق في أن يصرح بهذه التصريحات.
منى سلمان: شكرا لك الطيب محمد. ممارش عبد الكريم كتب على صفحتنا على Twitter يقول "تصريحات القذافي غير مقبولة في حين أننا نسعى إلى لم شمل العرب وهذه التصريحات تأتي لكي تفرق أبناء السودان الحبيب حيث أن القذافي عليه أن يلعب دور المجمع حسب المهام المنوطة به في الاتحاد الأفريقي وليس مفرق الجماعات، لكن هناك خبايا غير مفهومة من تصريحاته"، من السعودية معي محمد أبو مصعب، محمد هل أنت معي؟ طيب حتى يسمعنا محمد ننتقل إلى ليبيا ومعي من هناك حامد أبو محمد، حامد تفضل.
حامد أبو محمد/ ليبيا: السلام عليكم، كل وعام وأنتم بخير. بالنسبة للأخ العقيد الأخ العقيد فاتح ليبيا لكل السوادنيين والمصريين ورأيه رأي بناء ودائما بيساهم لتدعيم الوحدة العربية والوحدة الأفريقية يعني أنا بأشجعه بالرأي اللي هو قاله.
منى سلمان: طيب أنت استمعت إلى وجهة نظر بعض المواطنين السودانيين الذين اختلفوا مع كلامك هذا.
حامد أبو محمد: سمعت والأخ القائد دائما بيوضع اللي هو الاتحاد الأفريقي والاتحاد.. وفاتح ليبيا لجميع المصريين والمغتربين وبيعاملوننا أحلى معاملة.
منى سلمان: جميل لكن هذا بعيد عن الموضوع، أنت قلت إن تصريحاته بناءة فيما اختلف معك مواطنون سوادنيون على اعتبار أنهم المعنيون بهذه التصريحات.
حامد أبو محمد: ماشي بس هو دلوقت بالنسبة للمشاكل اللي في دارفور المشاكل اللي في الجنوب هو دلوقت بيقترح اقتراحا، ما قالش يقسمها هو ما قالش إنها تتقسم، دائما هو سباق كذا مرة ينادي بالوحدة العربية والرؤساء العرب ما..
منى سلمان (مقاطعة): يعني ألا يعتبر استخدام كلمات مثل "يجب" وتعديد الأسباب الإثنية والثقافية للانفصال دعوة إليه؟
حامد أبو محمد: لا، هو ما دعاش دعوة رسمية لانفصال جنوب السودان عن السودان، يا أبلة منى دلوقت اللي بيحصل في جنوب السودان وشمال السودان ده ما يمرقش على أحد صح ولا لا؟ هو دلوقت.. يا ريت من الحكماء العرب مثل الأخ القائد، الأخ القائد دلوقت يعني هو الوحيد اللي بينادي بوحدة العرب وبوحدة أفريقيا وقال أفريقيا دولة الولايات المتحدة الأفريقية، مين بينادي بحقوق الأفارقة ومين بحقوق..
منى سلمان (مقاطعة): شكرا جزيلا لك يا محمد. من ليبيا معي كمال الفرجاني، كمال تفضل... من السودان معي محمد أحمد تفضل يا محمد.
محمد أحمد/ السودان: كيف الأحوال إن شاء الله بخير؟ والله أنا يعني في الحقيقة داير أقول مداخلة يمكن ما ذُكرت، في أنه هي نحن في الأصل أفريقيا.. يمكن أنا مهتم بالقصة بتاعة التقسيم دي وداير أقول إن أفريقيا دي هي اللي قسموها أصلا، على أساس يعني أن الاستعمار الأجنبي..
منى سلمان (مقاطعة): هي اللي قسمت؟
محمد أحمد: أيوه أفريقيا كقارة من دون القارات أصلا كانت يعني مستعمرة ككل والتقسيم بتاعها تقسيم فيه كثير من التشويه يعني لو لاحظنا بأن الوحدات الدولية في أفريقيا يمكن لما قسموها كانت 45 دولة هي بتفوق أي عدد دول تقريبا في أي قارة من قارات العالم السبع، فأفريقيا لما تقسمت لـ 45 قسموها المستعمرون على أساس أنه لقدام كمان تتقسم لأكثر من دويلات، تقسمت..
منى سلمان (مقاطعة): يعني أنا أحاول أن أعرف إلى أين تريد أن تصل؟
محمد أحمد: داير أصل بأن يعني مشاكل التقسيم في أفريقيا هي السكان الأصليون في أفريقيا ما شاركوا فيها، فكونه الزعيم القذافي يقوم يصرح بتصريح أنا في اعتقادي يعني غاية في الخطورة في أن التصريح ده كان متوقعا في أنه يكون من قبل أميركا يكون من قبل الغرب اللي هم أصلا ساهموا في التقسيم بتاع أفريقيا وبعد ذلك تبنوا قصة بتاعة الانقسامات دي من الـ 45 الآن بقيت أفريقيا كم 61، 62 دولة تقريبا وللآن في دول داخل دول في داخل التقسيم..

مواقف القذافي بين الواقعية والتدخل في الشأن الداخلي
منى سلمان (مقاطعة): شكرا لك يا محمد أحمد من السودان. إسماعيل أحمد عبد الكريم من الدوحة كتب يقول إنه يرى بأن العقيد معمر القذافي له مصلحة في جنوب السودان لذلك فهو يدعو إلى انفصاله حيث أن جنوب السودان فيه آبار نفط وثروات وهو يعلم بذلك وهذه هي المصلحة بالنسبة للعقيد معمر القذافي، وهو يرى من وجهة نظره أن المشاكل القائمة في دارفور كلها تأتي من عند العقيد معمر القذافي فهو يدعم الفصائل المتمردة في دارفور ومن ضمنها فصائل العدل والمساواة. محمد العطلاتي من المغرب قال "القذافي لا يزال يواصل كما عهده العالم إصدار المواقف المتناقضة والدالة على خلل كبير في المعالجة السياسية للقضايا العربية لا سيما بعد أن أوشك على إنهاء الخلافات مع الغرب، فكيف يعقل أن زعيما مثله أمضى حياته حالما بالوحدة العربية يدعم انفصال الجنوب السوداني! فإلى متى يستمر العرب في مناقضة أنفسهم؟" أما خالد زين العابدين فقد كتب من موريتانيا يقول "هكذا تعودنا في الفترات الأخيرة على تدخلات الزعيم الليبي في بعض القضايا العربية والأفريقية لكننا لم نره قد أفلح في أي من تلك التدخلات فهو مثلا يحاول أن يحل النزاع بين الأطراف الموريتانية لكنه فشل في ذلك لأنه غالبا ما يقف مع طرف دون الآخر نظرا لعدم قدرته أحيانا ولعنصريته -بحسب وصف خالد- أحيانا أخرى"، من السعودية كتب أحمد علام "العقيد القذافي يقول دائما ما يريد أن يقوله الآخرين ولكنه يقوله في الأوقات غير المناسبة، دائما قبل المعاد"، رضا نبيه كتب يقول وهو من مصر "خصصت نيويورك تايمز الصحيفة الأميركية في عددها الصادر أمس ملفا كاملا عن الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي ووصفته بأنه القائد المحير بالنسبة للعالم الغربي، لا أحد يستطيع أن يتفهم شخصية القذافي نتيجة أفعاله المتناقضة -بحسب تعبير التايمز- على مدار الأربعين عاما التي قضاها في السلطة"، أما صديقنا من السعودية والذي وقع رسالته باسم أبو أوباما فكتب يقول "لا غريب في كلام القذافي حتى تثار كل هذه الضجة فهذا مذكور في اتفاقية تقرير المصير بالاستفتاء بعد الفترة الانتقالية فإذا أراد الجنوبيون الانفصال أو الوحدة فلهم ذلك، نعم الجنوب سيكون دولة ضعيفة جدا إذا انفصل لأنه تقطنه قبائل دموية متناحرة على الماشية والكلأ والزعامة وسيكون شأنه شأن الصومال، فكلام القذافي واقعي لكن الحقيقة دائما طعمها مر". من السودان معي محمد أحمد... من السعودية، تفضل يا محمد.
محمد أحمد/ السعودية: هناك قاعدة تقول "فرق تسد" توجد قاعدة تقول "فرق تسد" والقذافي يريد أن يكون زعيما على القارة الأفريقية ولكن لتفريق الإخوة في السودان وفي تشاد..
منى سلمان (مقاطعة): يعني هل ترى أن هذه القاعدة تنطبق على رئيس دائما ما يدعو إلى الوحدة على عكس ما تقول؟
محمد أحمد: الوحدة هو عميل..
منى سلمان (مقاطعة): الوحدة؟
محمد أحمد: هو وحدة.. العميل، ليس هو داعيا للوحدة إنما هو عميل لتفريق الوحدة..
منى سلمان: يعني سنتغاضى عن هذا الوصف الذي لا يوجد.. معي مكالمة أخرى، بيتر مانويل من لندن.. فنلندا، تفضل يا بيتر.
بيتر مانويل/ فنلندا: السلام عليكم، أنا طبعا من رأيي في تصريحات معمر القذافي نجد أن هناك بعض الواقعية شوية لأنه إذا نظرنا للشأن السوداني نجد أنه تشابكت منذ القدم وحاول القادة وكل الذين مروا على حكم السودان بمحاولات ولكن محاولات باءت بالفشل، ومن الذي يعاني من هذه كل ويلات الحروب؟ هي المجموعة التي تعاني هي مجموعة جنوب السودان وجنوب السودان نجد أن الدول العربية كلها بتهملها، ليش؟ لأنه بينظروا للعرب بأنهم هم الحاكمين فقط، لذلك نجد يا جماعة بالواقعية كده نجد أن المشكلة بتكمن فينا كدول عربية ما بتكمن في القذافي في نفسه، حتى أين الدول العربية في فترة أثناء توقيع اتفاقية نيفاشا..
منى سلمان (مقاطعة): يعني أنت ترى أن تصريحات القذافي يمكن اعتبارها محاولة للتواجد في جنوب السودان حال انفصاله؟
بيتر مانويل: نعم هو بينظر إلى أفريقيا كمخرج، حتى عندما تعرضت ليبيا لضغوطات دولية وكل هذا، من كسر الحصار؟ جنوب أفريقيا. فنجد يا جماعة نحن الدول العربية بننظر للأشياء بعد ما تنتهي، حتى كل القضايا المطروحة في الساحة هسه حاليا بنجد أنها كلها قضايا يجب التدخل مباشرة ولكن نحن كدول عربية بنتناحر أولا ويالله بعد ذلك نجي نتدخل..
منى سلمان (مقاطعة): يعني يا بيتر أنا أحاول أن أجد صلة بين ما تقوله وبين التصريحات.
بيتر مانويل: التصريحات دي هي واقعية لأنها هي في صلب موضوع جنوب السودان، حتى المواطن العادي إذا وجدناه هسه حاليا في السودان يتكلم عن انفصال جنوب السودان في الوقت اللي حيحصل فيه حق تقرير مصير لجنوب السودان، حتى في تصريحات لقادة من الحركة الشعبية وقادة من الشماليين يقولون بأنه نحن ممكن نطلب انفصال الشمال من الجنوب مش الجنوبيون هم اللي يطلبوا الانفصال لذلك نجد بأن القذافي يجسد الذهن العربي حتى لما يكون الانفصال واقعا ما يكون في صدمة زي ما نحن منعرف في علم النفس أن الإنسان نحن ممكن نحضره للصدمة، صدمة قادمة..
منى سلمان (مقاطعة): طيب شكرا لك يا سيدي أنت تراه تحضيرا للصدمة، البعض رأى في التصريحات تدخلا ودعوة للانفصال والبعض رآها واقعية وإن جاءت في غير وقتها، فما هو رأي علي أحمد من مصر، تفضل يا علي.
علي أحمد/ مصر: القذافي كلامه صحيح جدا وهو دائما بيتكلم كلاما واقعيا لأنه من حكومة الأزهري سنة 1955 يفترض كان يكون في تقرير مصير للجنوبيين والأزهري رفض ذلك ونصح النميري سنة 1972 في اتفاقية أديس أبابا بأن يدي الجنوبيين تقرير المصير والرئيس النميري رفض ذلك وإسه جاءت حكومة البشير بعد اتفاقية المرغني وافقت بعد حرب طويلة بتقرير المصير..
منى سلمان (مقاطعة): طيب يا علي ما علاقة ذلك بتصريحات العقيد القذافي؟
علي أحمد: علاقتها بتصريحات القذافي لأنه رجل واقعي والجنوب عنده تقرير مصير وهو يعرف أن الجنوب حينفصل وهو بيتكلم كلاما واقعيا..
منى سلمان (مقاطعة): يعني الجنوب لديه القدرة على تقرير مصيره في عام 2011 ألا تعتبر هذه التصريحات استباقا للاستفتاء وتشجيعا للجنوب على أخذ قرار بعينه؟
علي أحمد: هو ما استباقا لأنه هو بيقرأ الأمور وبيعرف يعني بيحصل إيه يعني ما استباقا.
منى سلمان: شكرا جزيلا لك يا علي أشكرك شكرا جزيلا. لدي بريد إلكتروني من خالد النحال من مصر كتب يقول "من غير المعقول أن يدعو رئيس دولة عربية إلى انقسام دولة عربية أخرى، الحقيقة دعوني أوجه اللوم للشعب العربي على الصمت والاستسلام والقبول بهذه التصريحات التي تدعو إلى تقسيم الشعوب العربية التي عانت وما زالت تعاني على أيدي تلك الأنظمة التي تقودنا إلى الدمار"، في سياق آخر كتب الدكتور نور الدين الفرجاني من ألمانيا يتساءل "هل لكم خصومة مع ليبيا؟ تقولون {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}[الماعون:4] ولا تكملون {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون:5]"، ما هذا الهراء؟.." أعتقد انه يوجه التساؤل لنا نحن في الجزيرة "صياغة عناوين البرنامج تكشف جهلا بتصريحات القذافي ورغبة في إظهاره كمؤيد لانفصال جنوب السودان، ومن لم يحضر بنفسه اللقاء أو يقرأ النص الكامل للكلمة التي ألقاها أمام جمع من القادة قادة حركة العدل والمساواة يخيل إليه أنه دعا فعلا إلى انفصال الجنوب، الواقع أنه حذر بشدة من هذا الانفصال وعواقبه الوخيمة حتى لو قال إنه قد يتفهم أسبابه ودعا أهل الجنوب للبقاء ضمن دولة السودان ووحدة أراضيه لأنهم إذا انفصلوا سيقعون فريسة لأطماع صهيونية واستعمارية بحكم ضعفهم" هذا هو رأي الدكتور نادر الفرجاني من ألمانيا. معي من سويسرا ساسي أحمد، ساسي تفضل.
ساسي أحمد/ سويسرا: السلام عليكم. بس .. فقط والله..
منى سلمان: سيد ساسي هناك صعوبة في تلقي الصوت.
ساسي أحمد: حبيت نقول لك بس ... قبل شوية، القذافي ما عنده مشكلة مع السودان، أول شيء الحركات في دارفور كانت عنده قبل ثلاثة أيام وما عنده مشكلة ولا عنده مشكلة مع الرئيس السوداني ولا عنده مصلحة أصلا في تفريق السودان، قبل شوي يحكون عالثروة، الثروة إيش هي الثروة؟ البترول، ليبيا غنية..
منى سلمان (مقاطعة): كيف ترى أنت شخصيا هذه التصريحات وتوقيت صدورها؟
ساسي أحمد: والله نقول لك شيئا هي المشكلة في السودان ما يتفاهموا، لو تفاهموا تفاهموا مثلما قال القذافي عندهم بعد بكره مؤتمر خاص في طرابلس يجتمع بهم العقيد القذافي ويحاولوا يحلوا يعني العقيد القذافي ما عنده مصلحة في أي تفرق، ليش؟ وبالعكس مع..
منى سلمان: لماذا إذاً انتقدت الحكومة السودانية هذه التصريحات وطلبت تفسيرا لها؟
ساسي أحمد: والله شوفي الرأي الإعلامي يخفي هذا واضح يعني كل واحد إش يقول بس القذافي ما عنده مشكلة لا مع الحكومة السودانية ولا مع الحركات الموجودة في دارفور، لو السودان يبغوا يتوحدوا يبغوا يلغوا مشاكلهم يلغوها.
منى سلمان: طيب شكرا جزيلا لك ساسي من سويسرا، وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة استمعنا فيها إلى وجهات نظر متعددة، أعتذر لكل الذين لم تتح لهم الفرصة للمشاركة وأنقل لكم تحيات زملائي منتج البرنامج وليد العطار، مخرجه منصور الطلافيح وسائر فريق العمل وبالطبع هذه تحياتي منى سلمان، إلى اللقاء.

المصدر:
الجزيرة

تعليقات القراء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الجزيرة وإنما تعبر عن رأي أصحابها
mahdi abdalla
elfashir
ما قاله الغزافي لم يكن تصريحات جديدة خاصة للمجتمع السوداني الكل مدرك أهمية وحدة السودان وفي نفس الوقت إحترام رأي مواطنوا جنوب السودان في الإختيار مابين دول موحدة او إنفصال وهذا مانص عليه إتفاقية السلام الشامل
للجميع
الخرطوم
(لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، الناس سواسية كأسنان المشط، أبوهم واحد، الأب آدم). معاشر المؤمنين: هذه مما لا تخفى على أدنى المتعلمين في أقل الدرجات الدراسية، والمستويات التعليمية، ولكن أناساً كبرت أجسامهم، وسفهت أحلامهم، تقدم بهم العمر، ولا تزال عقولهم صغيرة، لا تزال تعشعش العصبية في نفوسهم،
صلاح مصري محمد
النهود
من يقرر الانفصال أو الوحدة هم أبناء الجنوب الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء ، وعليه ان صرح القذافي أم لا فهذا الامر محسوم وفقاً للاتفاقية ، فاني أعتقد ان القذافي يغازل أبناء دارفور حتي يتمكن من توحيدهم في فصيل واحد يمكن اجراء الحوار معه ، ولكن في الامر صعوبة أكثر مما يتخيل .
الطيب الصديق المليح
السودان
واللة القذافى حيرناماقادرين نفهم سياستو
ود الحسين
السودان
فالينفصل الجنوب ودارفور والشرق فلا مصلحة من وراء الإتحاد أعطوا الناس حرياتهم وكفاهم ظلماً.
يحيى حسن الطيب
الخرطوم
تصريحات القذافي ليست ملائمة لرئيس دولة يود التوسط بين الحكومة والحركات المناوئة لهاوهي تشجع الجنوبيين على الإنفصال ويقصد العقيد بهاإستمالةإسرائيل وإرضاء الغرب والأمريكان وأعتقد أنه لا يزال يخشى من مصير صدام حسين
الصادق فج النور زكريا
الجنينه
يريد معمرالقذافى تفويض نفسه زعيما للقاره وذلك باطلاق هذا الهراء انفصال الجنوب ما الذى يجنيه من هذا التصريح بالتاكيد يريد ان يكسب ود الافارقه لتحقيق حلمه بالولايات الافريقيه المتحده وتنصيبه زعيم لها
mohamed
الخرطوم
كلنا يعلم ان القزافي في الفترة الاخيرة اصابه بعض الخرف السياسي لزلك لا تشكل تصريحاته اي اضافة ويجب تجاهلها
لودا لوجستك قرووب
السودان
تصريحات الرئس الليبي ليست بالقريبة علينا صراحة فهو معروف بالتصريحات التي لا يراعي فيها الفهم الاتام للمشكلة اما بالنسبة للتصريح فمغزاه تخريبي علي السودانيين وعلي الحكومة الرد عليه وشكرا
mohamed
maroc
سبحان الله ضننته شفي من مرضه في الأونة الأخيرة في الوقت الذى يجب عليه أن يدعو فيه الى الوحدة يدعو الى التفرقة ولكن أظنه يرد ان يعلن مفجأت العام الجديد كعادته ولكن أشم رائحة إسرائل وأمريكا و أروبا من كلامه والأيم ستضح دالك
ثمانون عاما وهي خاوية على عروشها! (2) الإخوان وإدانة الجهاد العالميد. أكرم حجازي3/9/2009

حظي الجهاد بصيغته العالمية في الدول الإسلامية، خاصة أفغانستان والشيشان والبوسنة، بتعاطف شعبي كبير خاصة وقد استمد شرعيته، بمباركة رسمية، من مشايخ وعلماء السعودية ونسبيا بعض البلدان العربية. هذا ما حصل خلال المرحلة الأولى من الجهاد الأفغاني والتي انتهت بسيطرة المجاهدين على العاصمة كابول بمشاركة عشرات الآلاف من المسلمين عربا وعجما. وذات الأمر حصل في البوسنة والشيشان بقليل أو كثير من الحماسة مقارنة بأفغانستان.بيد أن الدعم أو غض الطرف بدأ يخفت ويضمر ويتلاشى، مع مجيء حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان، إلى حد الملاحقة والمطاردة والإدانة خاصة كلما اقترب القرن العشرين من نهايته، وكلما اتجهت القاعدة من المطالبة بإخراج المشركين من جزيرة العرب إلى إعلان الحرب عليهم وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والكفر بـ «الطواغيت».لكن بعد أن نفذت القاعدة الهجمات التاريخية الكبرى ضد رموز القوة في الولايات المتحدة في 11/9/2001 لم يعد للجهاد بصيغته العالمية أية مشروعية دينية أو سياسية على المستوى الرسمي. وحتى بالصيغة المحلية فلم يعد الجهاد يحظى بأي اعتراف من أية دولة عربية أو إسلامية. والحجة في ذلك أنه ليس ثمة راية شرعية في الشيشان أو أفغانستان أو العراق أو الصومال، رغم أن هذه البلدان في حالة جهاد دفع ضد عدو أجنبي صائل فضلا عن أنه كافر كما كان الحال سابقا. لكن المشكلة ليست في وضوح الراية من غموضها بل فيمن يميز بين كافر - مؤمن وكافر – ملحد!لا شك أن الموقف المعادي الشرس للجهاد بصيغته العالمية من دول العالم قاطبة مفهوم، ويمكن تفسيره وشرحه والوقوف على أدق تفاصيله والوصول حتى لخلاصاته. فالجهاد العالمي يقدم أطروحة عقدية تتناقض مع كافة المنظومات الوضعية مثلما تتناقض مع النظام الدولي في علاقاته التسلطية وأسسه القانونية، بل هي تتناقض مع كل ما تعتبره «طاغوتا» في الأرض يعبد من دون الله. وبالتالي فالعلاقة بين الجانبين هي علاقة عدائية، وكلٌّ فيها يستهدف الآخر ويسعى لاستئصاله. هذه الوضعية حتمت على كل دولة في العالم إدانة هجمات 11 سبتمبر دون تردد خاصة بعد التهديد الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جورج بوش «من ليس معنا فهو ضدنا». كما حتمت الهجمات على كل شخصية عامة بارزة، سواء كانت سياسية أو إعلامية أو أكاديمية أو ثقافية أو اجتماعية، وكل حزب أو تنظيم أو حركة أو مؤسسة محلية أو دولية تمارس مهامها بموجب القوانين المحلية أو الدولية، حيثما كانت، إدانة الهجمات وإلا فهي معرضة للملاحقة والتجميد أو الاتهام بـ «الإرهاب» ودعمه ومؤازرته والتحريض عليه. أما التيار السلفي الجهادي خاصة فقد غدا مدانا ومطاردا في شتى أنحاء العالم بوصفه تعبيرا عن قمة «الإرهاب».من المفترض أن الأطروحة السلفية تتقاطع مع أطروحة الإخوان المسلمين في العقيدة بوصفها جماعة دينية أو على الأقل ذات مرجعية دينية كما تزعم. لكن واقع الحال، قبل 11/9/2001 وخاصة بعده، يؤكد أن «الإخوان» و «السلفية» باتا على أكثر من طرفي نقيض، بحيث أن مظاهر الخلاف برزت للعيان بصورة جلية وواضحة بما لم يعد بالإمكان توريتها أو غض الطرف عنها. فهم، في كل الساحات الهادئة والساخنة، مفترقون في العقيدة والمنهج والمواقف والتحالفات وفي الأهداف. قد يكون ثمة تعاطف مع التيار السلفي الجهادي لدى الكثير من عناصر «الإخوان المسلمين» على مستوى الأفراد وحتى القيادات. لكن على المستوى الرسمي فالأمر مختلف تماما، إذ يتراوح بين المراوغة تارة والتنصل من التيار، تارة أخرى، ليصل في أغلب الأحايين إلى عداء سافر في مستوى القمة. هذا ما عبر عنه مهدي عاكف المرشد العام للجماعة لما استضافه منتدى حوار موقع الـ
BBC في 10 مارس 2007 للرد على أسئلة الزوار، حيث أجاب على السؤال التالي: « ما هو موقف جماعة الإخوان المسلمين من تنظيم القاعدة وهل هو موجود حقا؟»، بما يلي: « أنا شخصيا لا اعتقد أن هناك « تنظيم القاعدة »، إنما هو فكر منحرف يسري بين شباب الأمة بتحريض من العدو الصهيوني والأمريكي وتصرفاته ضد العرب والمسلمين. كما أن هذا الفكر ظهر نتيجة التصرفات التي يقوم بها هذا العدو ضد العرب والمسلمين. ليس غريبا أن تروج أمريكا والصهاينة هذا الفكر لأن كليهما لا يريدان لأحد أن يسمع عن الإسلام الصحيح والمعتدل أكثر من سماعه عن الإسلام الدموي. بل أن الإسلام الصحيح يحارب في مصر ومعظم الدول العربية والإسلامية». ربما سعى مهدي عاكف أن ينأى بالجماعة عن تحديد موقف رسمي يحفظ فيه خط الرجعة عند الحاجة؛ فنسب التصريح إلى شخصه وليس إلى الجماعة، رغم أنه في مناسبة أخرى حول الحوار مع الولايات المتحدة قال: « إذا أراد أحد أن يحاور الإخوان، فالحوار يكون معي شخصيًا». لكن هذه عادة الإخوان في الكثير من التصريحات الحساسة حيث تكثر التناقضات بحيث تبدو القاعدة، كفكر وتنظيم، في موضع حقيقة قائمة وفي موضع آخر غير موجودة! ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة إيلاف الإلكترونية (22/5/2008) حاول المرشد العام التبرؤ من تصريحاته السابقة مشيرا إلى أن بن لادن « بكل تأكيد مجاهد» إلا أن « الاسم (القاعدة) صناعة أميركية»، مضيفا أن: «القاعدة كفكر وتنظيم أتى من الظلم والفساد» وأنه، والكلام للمرشد، « يؤيد نشاطها ضد المحتل وليس ضد الشعوب». لكن إذا كان « الإسلام الصحيح والمعتدل يحارَب في مصر ومعظم الدول العربية والإسلامية»؛ فمن يحارِب «الإسلام الدموي» على حد تعبير المرشد العام؟ والذي « تحرض عليه وتروج له أمريكا والصهيونية»؟ وهل جهاد بن لادن صادق ضد الإخوان المسلمين وهم يتحالفون مع الولايات المتحدة أو أثيوبيا؟ ثم إذا كان الإخوان يمثلون «الإسلام الصحيح»، فمن هي الدول التي تحاربه في العراق والصومال وأفغانستان والجزائر وهم حلفاؤها!!!؟ لنرى.وحدهم ، دون سائر القوى الإسلامية والوطنية في الجزائر، وقف «الإخوان المسلمون» إلى جانب حكم الجنرالات الدموي، بقيادة وزير الدفاع خالد نزار وقائد الجيش محمد العماري، الذي انقلب على التجربة الديمقراطية الأولى سنة 1992، والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا ساحقا في الدورة الأولى. وقدم «إخوان» الجزائر ومن خلالهم حركة السلم والمجتمع «حمس» بقيادة الشيخ محفوظ النحناح كل الغطاء الشرعي، الديني والسياسي، للفاشية الجزائرية بكل ما تمخض عنه من مذابح أتت على الأخضر واليابس قبل أن تنزلق بعض القوى الإسلامية في أتونها بفعل الاختراقات الأمنية التي وصلت إلى قمة السلطة في بعض الجماعات الإسلامية. وفيما عدا «الإخوان» وما يعانونه من هوس الوصول أو البقاء في السلطة، فلم تعد قوة في العالم تدعم حكم العسكر، بما في ذلك الفرنسيين، إلا وتخلت عنهم بعد افتضاح وحشيتهم على ملأ الأرض فضلا عن الاعترافات الشهيرة لبعض الضباط الجزائريين في الدور القذر الذي لعبوه مع الدرك الوطني وأجهزة الاستخبارات الجزائرية في إبادة قرى وعائلات كاملة للسيطرة على أراضيها.فلماذا تحالفت حركة «حمس» مع العسكر؟ وما الذي جنته من تحالفها معهم ضد كافة القوى السياسية، وضد المجتمع في واحدة من أشهر المذابح التاريخية التي ترتكب في العالم الإسلامي؟ وما الذي حققته من مصلحة للإسلام والمسلمين؟ وما هي المفسدة التي دفعتها من هكذا تحالفات شرّعت لنهب البلاد وقتل العباد بفظاعة عز نظيرها، ولم تفعلها حتى القوى العلمانية؟ وما الذي جناه رؤوس «الإخوان المسلمين» في أفغانستان من أمثال الجنرال عبد الرسول سياف وبرهان الدين رباني من امتطاء ظهور الدبابات الأمريكية في أفغانستان، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، ودخولهم العاصمة كابول بنشوة سِفاح وكأنهم فاتحين؟ وما الذي جناه رؤوس «إخوان» اليمن، خاصة، وهم يجهدون، بإيعاز من شيوخهم في اليمن، للسيطرة على كتيبة المجاهدين العرب زمن الحرب البوسنية غير إيقاع الفتنة بين المجاهدين حتى كاد الشيخ أنور شعبان يفقد صوابه من هول الفتنة؟لكن، إذا تجاوزنا المسألة الشرعية مبدئيا، فهل كان حال «الإخوان» في فلسطين والعراق والصومال أكثر كرامة وشرفا من أشقائهم في أفغانستان والجزائر؟
حماس فلسطين(1)
ما من أحد يعلم حتى اللحظة أسرار، وليس أسباب، ظهور حركة حماس في فلسطين. ولا ندري، من باب الدقة، إن كان للشيخ عبد الله عزام يد في النشأة أم لا، ليس فيما يتعلق بكتابته ميثاق الحركة كما يشاع أحيانا، ولا بكونه أحد أعمدة الإخوان المسلمين قبل أن يتجه إلى أفغانستان مطلع الثمانينات من القرن العشرين، بل فيما كان يحضَّره لفلسطين انطلاقا من أفغانستان ولم يعجب الإخوان المسلمين. فقد عمل الرجل بسرية تامة على إعداد جيل خاص بفلسطين ابتداء من النصف الثاني من الثمانينات من خلال معسكر أنشاه في أفغانستان، وكان حكرا على الفلسطينيين. ويردد البعض ممن تواجدوا في الساحة آنذاك أن المعسكر اتخذ اسم «حماس» قبل أن تنشأ الحركة الراهنة. إلا أن الرجل الذي كان يتلقى تبرعات المحسنين عبر نافذة الإخوان تعرض لضغوطات مباشرة لإغلاق المعسكر من شخصيات إخوانية أبرزها الشيخ عبد المجيد الزنداني في اليمن. وقد جرى اجتماع بين الشيخ عبد الله عزام وشخصيتين أخرتين من بينهما واحدة فلسطينية في مدينة بيشاور وخيروا الشيخ عبد الله عزام بين إغلاق المعسكر واستمرار التبرعات أو وقفها. بل أنهم حدثوه بموجب قرار اتخذته الجماعة وليس اجتهادا منهم، فما كان من الرجل إلا وأغلق المعسكر.كثيرة هي التصريحات التي تتحدث عن حماس بوصفها حركة تحرر لا يتعدى نشاطها فلسطين المحتلة. بل أن هذه الصيغة ترد تباعا في
وثائق «حماس» وبياناتها. وهذا يعني أن «حماس» لا تمتلك جناحا عسكريا في الخارج، وليست بوارد العمل من خارج فلسطين، رغم أن المنظمات الفلسطينية، بما فيها حركة فتح، تموضعت في أغلبها في الخارج منذ اللحظات الأولى للنشأة وإلى حين اندلاع الانتفاضة الأولى في 9/12/1987. بل أن حركة الجهاد الإسلامي كانت قياداتها الفاعلة عسكريا ومؤسسيها في الخارج لما كانت الحركة تحمل اسم «سرايا الجهاد الإسلامي» وكانت الجهاد واحدة منها. وظلت كذلك إلى أن اغتالت إسرائيل أبرز قياداتها العسكرية في مدينة ليماسول القبرصية في 14/2/1988 لتنتهي «السرايا» وتستقل حركة الجهاد وحدها. والسؤال: لماذا شذت حماس عن القاعدة؟ ولماذا تصر على أنها حركة تحرر تمارس نشاطها ضد إسرائيل في فلسطين وانطلاقا منها وليس في الخارج أو ضد أية مصالح إسرائيلية أو غربية تدعم إسرائيل كالولايات المتحدة مثلا؟السبب بسيط! وهو أن «الإخوان المسلمين»، ومن ورائهم «السروريين»، لا يحتملون تنظيما مسلحا في الخارج سواء كان فلسطينيا أو غير فلسطيني. ولا يحتملون أي شكل من أشكال المقاومة أو الجهاد ما لم يحظ بمشروعية دولية وليس عربية فقط. والحقيقة أنهم قد يتعاطفون مع تيارات الجهاد العالمي حتى ذات الصبغة المحلية كالشيشان أو الصومال أو الطالبان لكنهم لا يمكن أن تكون لهم أية مواقف رسمية إيجابية فيما يتعلق بالقاعدة، بل لم تعد لهم أية مواقف رسمية فيما يتعلق حتى بالجهاد المحلي الذي يتوافق مع الأطروحة العقدية للقاعدة أو حتى بالدفاع عن الحقوق الطبيعية للبشر.في غزة، مثلا، خرج الفلسطينيون في مسيرات صاخبة حتى من الجامعة الإسلامية في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ورفعوا اللافتات الكبرى وهي تحمل القسَم الشهير للشيخ أسامة بن لادن عن فلسطين وصور بن لادن، ورسموا على جدران المساجد صور الحدث. ولما اغتيل أبو مصعب الزرقاوي أمير تنظيم القاعدة في العراق صلى عليه الفلسطينيون صلاة الغائب حتى في مساجد حماس وخاصة مسجد الشافعي المحسوب على كتائب القسام. لكن «حماس» تنصلت في 12/6/2009 من بيان نعي نشرت خبرا عنه وكالة الأنباء البريطانية «رويترز» واعتبر الزرقاوي « شهيد الأمة ... وضحية الحملة الصليبية ضد العرب والمسلمين». وبعد الخطاب الشهير للظواهري في 11/3/2007 الذي قال فيه: «يؤسفني أن أواجه الأمة بالحقيقة المؤلمة، فأقول عظم الله أجرك في قيادة حماس فقد سقطت في مستنقع الاستسلام لإسرائيل»، استفحلت الخلافات بين قادة التيار الجهادي العالمي وحماس إلى حد العداء السافر والتشويه. هذه النتيجة السلبية في العلاقة بين التيار الجهادي العالمي و «الإخوان» كانت حتمية الوقوع عاجلا أم آجلا. فالجماعة صاحبة مبدأ « السلامة العامة» منذ ستينات القرن الماضي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الضربات والتشرد. ولا شك أن انحيازها التدريجي إلى «شركة اقتصادية» بموجب تعريف الجماعة لنفسها قد مكنها من إقامة شبكة علاقات عامة واقتصادية واستثمارات واسعة النطاق في مختلف دول العالم، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، محققة بذلك مكاسب مادية مغرية وثروات لم تحلم بها حتى بعض الدول العربية، فلماذا تغامر باستثماراتها واقتصادها العالمي والمحلي المضمون من أجل مشروع لن يجلب لها سوى الويلات؟ فلو انحازت الجماعة مثلا إلى تأييد المشاريع الجهادية المحلية والعالمية فستكون قطعا محل ملاحقة ومطاردة على مستوى استثماراتها وعلى مستوى الفروع وعلى مستوى الأفراد الذين سيغدون متهمين في كل مكان بكونهم «إرهابيين». لهذا لم يكن مستغربا أن تقف الجماعة وفروعها موقف المعارض لكل عمل ضد الأهداف الغربية في عقر دار الغرب، وإدانة كل عمل ضد المصالح الغربية حيثما كان، وإدانة كل عمل ضد المصالح الغربية حيثما كان، وتحصين الإدانة بغطاء شرعي كالحديث عن المستأمنين والأبرياء والمدنيين وما إلى ذلك. أما نشأة «حماس» فكانت حالة استثنائية، وفي ظروف معينة، لكنها مقيدة بحدود المصالح العليا للجماعة وفروعها. وهذه المصالح تقضي بمنعها من الخروج من فلسطين. وحتى حين انطلاقتها كان لا بد من اختبار ردود الفعل ومدى تأثيرها على الجماعة، فلم يصدر ميثاقها ولم تعرِّف عن هويتها إلا بعد ثمانية شهور مقدما إياها كـ «جناح من أجنحة الإخوان المسلمين».ولقد أثبتت «حماس»، بعد سيطرتها على غزة وطرد حركة فتح منها في 14/6/2007 أنها حركة دموية في علاقاتها السياسية والاجتماعية عبر ارتكابها ثلاثة مذابح جماعية في زمن قياسي لا يزيد عن السنة الواحدة، اثنتين منها ضد جماعات إسلامية أسفرت عن مقتل العشرات وإصابات مماثلة والثالثة ضد «عائلة حلّس» التي قتلت فيها 17 فردا من العائلة. هذا علاوة على عمليات القتل الفردية وسحل الجثث والإعدامات وإطلاق الرصاص على الركب والتعذيب والعقوبات في وسط الساحات. ولعل أكثر المستهدفين في سياساتها الاستئصالية في غزة، منذ أكثر من عام، هم عناصر وجماعات التيار الجهادي والتي كان أولها مذبحة «جيش الإسلام» في شهر رمضان 2008 وآخرها مذبحة «مسجد ابن تيمية» عشية رمضان 2009.
إخوان العراق(2)
الثابت أن الإخوان في العراق بمن فيهم «الاتحاد الإسلامي في كردستان» العراق، حيث لا مؤسسة ولا تنظيم لهم قبل الغزو، لم يترددوا لحظة في الالتحاق بالعربة الأمريكية خلال التحضير لغزو العراق. فقد شاركوا في مؤتمري لندن وصلاح الدين بحثا عن دور لهم في عراق ما بعد الغزو. وكان لهم ما أرادوا. وبلغت خدماتهم للمشروع الأمريكي حدودا لا حصر لها ابتداء من المشاركة في مجلس الحكم الانتقالي وتشكيل جبهة التوافق السنية والتحدث باسم السنة والمشاركة في الانتخابات والعملية السياسية برمتها وتمرير الدستور واستيطان المنطقة الخضراء مرورا بالطلب من الولايات المتحدة الاحتفاظ بقوات كبيرة في العراق لفترة تصل إلى خمسين عاما، وانتهاء بالتوقيع على الاتفاقات الأمنية قبل أن يوقع عليها الروافض. ولما أفل نجمهم حاولوا استمالة زعماء الأكراد إلى صفهم ، مسعود البارازاني وسيد الإلحاد الرئيس العراقي جلال الطالباني؛ فقدموا لهما تنازلات واسعة النطاق في الموصل كي يحظوا بدعمهم لما اختلفوا مع حكومة نوري المالكي وعادوا إليها بعد أن وجدوا أن المصلحة العامة تقتضي رجوعهم إلى صف الحكومة!ومع ذلك، وفي 30/5/2005 اقتحم الأمريكيون منزل محسن عبد الحميد أمين عام الحزب الإسلامي فجرا وفتشوا بيته وأفسدوا محتوياته وداسوا بأرجلهم على عنقه لمدة عشرين دقيقة كما اعترف هو بنفسه، و « بعد استجوابه تبين أنه أوقف عن طريق الخطأ»! وكل ما فعله محسن عبد الحميد أنه لم ينتصر حتى لكرامته فاحتج على «الإهانة» أمام وسائل الإعلام قائلا: «أليس في البلد قانون؟ رئيس حزب ولا يمتلك حصانة؟»!!! بلى! لكن الحق على بساطير الأميركان التي لم تميز ولم تحفظ جميلا لجميل.فقد تكون اجتهدت هي الأخرى لكنها هذه المرة أخطأت فلها أجر واحد.العجب في «إخوان» العراق هو ذات العجب في كافة فروعهم حيث كانوا، فالقالب الذي صنعهم واحد، وكل يلعب دوره بحسب الظروف. ففي العراق انتظمت أوسع شرائحهم، سياسيا وأمنيا، في تحالف مباشر مع الأمريكيين والحكومة، وحتى مع الروافض لدرجة أنهم عانقوا رؤوس الروافض واستعانوا بالسيستاني، وشريحة أخرى فضلت قتال الأمريكيين! وشريحة ثالثة عارضت العملية السياسية فقط لكنها لم تعارض الأمريكيين، وشريحة رابعة شكلت ميليشيات صحوية في خدمة القوات الأمريكية ضد كافة المجاهدين، وشريحة خامسة اشتغلت بالنهب من أوسع أبوابه، وشريحة سادسة التحقت بهيئة علماء المسلمين، وشريحة سابعة ضلت الطريق وما زالت تنتظر «الباص» لتتعرف على الدور المنوط بها لتلعبه، وشريحة ثامنة نأت بنفسها عما يجري في البلاد؛ فبعضها هاجر وبعضها غط في سبات عميق كالدببة القطبية في عز موسم الثلوج ... وهكذا. أما فيما يتعلق بدورهم في ضرب المشروع الجهادي في العراق فحدث ولا حرج. فقد سخّروا الجماعة لخدمة المحتل وأعوانه أيما تسخير. فكانوا أول من أسس الصحوات في القائم عبر ما عرف آنذاك بـ « كتائب الحمزة» التي تشكلت بدعم وتمويل أمريكي وانتشرت في عدة محافظات عراقية لمحاربة القاعدة في المراحل الأولى من تأسيسها، ثم توسعت وشرعت بنصب الكمائن للمجاهدين وقتلهم والتجسس عليهم ونزع العبوات المزروعة أو إبلاغ الأمريكيين عنها. بل أن طارق الهاشمي زعيم الحزب الإسلامي تفاخر بأن التاريخ سيشهد أن الحزب الإسلامي هو أول من أسس الصحوات في العراق وليس المجرم عبد الستار أبو ريشة! وفي موضع آخر يقول: « نحن قدمنا تضحيات لأجل تطهير الأنبار والتاريخ سيكتب من بدأ بمحاربة القاعدة والثمن الغالي الذي دفعه الحزب في الأرواح والأموال»، ومن جهته يقول أسامة التكريتي عضو الحزب الإسلامي في لقاء له على قناة المستقلة في 12/7/2008: « الصحوات منا ونحن منها ونحن أنشأناها في الأنبار ودعمناها ورعيناها ونسقناها »، وزاد عليه السامرائي: «أنا أفتخر بأنني أنشأت الصحوات لمقاتلة دولة العراق الإسلامية». وفي أوج المؤامرة على المشروع الجهادي مثلوا رأس الحربة، واستغلوا تواجدهم في كتائب ثورة العشرين، ووجهوا لها طعنة غادرة في 26/3/2007 بانشقاقهم عنها وتكوين جماعة جديدة باسم «حماس العراق»، التي سخّرت أكثر قواتها في خدمة الصحوات والمشروع الأمريكي وإنشاء اللجان الثورية ومجالس الإسناد، وشرعت في قتال المجاهدين في الأنبار والفلوجة وديالى وبغداد والمقدادية وبعقوبة وأبو غريب وغيرها باسم كتائب ثورة العشرين! وشكلت هي وشقيقتها الإخوانية «جامع» تحالفا ما لبث أن تطور إلى جبهة سياسية جديدة باسم «المجلس السياسي للمقاومة» في 11/10/2007 بالتحالف مع جبهة الجهاد والإصلاح برعاية الجيش الإسلامي للتفاوض مع الأمريكيين باسم المقاومة وهو ما تجلى مؤخرا في أول ظهور إعلامي (15/7/2009) للأمين العام المجلس علي الجبوري. لكن أطرف المواقف البينية تلك التي تجري داخل الجماعة. وعلى كثرتها نقتبس بعضها كالتي جاءت على لسان أحمد سعيد الحامد عضو المكتب السياسي لـ «حماس العراق» في إجاباته على أسئلة «
ملتقى الإخوان المسلمين». فقد سئل «الحامد» عن العلاقة مع الحزب الإسلامي فأجاب: «أن ما اختاره الحزب الإسلامي لنفسه كمنهج يخالف الموقف الصحيح الذي كان عليه أن يقفه؛ فالمحتل أينما كان وكيفما كان لابد له من مقاومة تقارعه، لكن مع هذا فهم ليس كمن جاء على دبابة المحتل وساهم في الحكومات والعمليات السياسية فنقول: هم اجتهدوا باجتهاد نراه خاطئاً، وبذلك يكون اختلافنا معهم اختلاف تضاد لا تنوع». هذا الكلام يفسره العميد الركن أبو بصير الناطق العسكري باسم «جامع» الذي تعرض لذات السؤال في رده على أسئلة أعضاء شبكة حنين. إذ يقول:« الحزب الإسلامي اختار لنفسه السير في العملية السياسية، ونحن اخترنا الجهاد ورد الصائل. وموقفنا قائم على رد الصائل وهو محل اتفاق، وموقفهم قائم على فقه الضرر وموقفه محل خلاف واجتهاد.. ونحن أخذنا بما هو متفق عليه وهم اخذوا بما هو مختلف فيه». حقا! إن من البيان لسحرا. فالحزب الإسلامي لم يأت على ظهر دبابة أمريكية ليساهم في العملية السياسية، ولم يشارك في مؤتمري لندن وصلاح الدين، لكنه فعل ودخل مجلس « بول بريمر» باجتهاد، وشارك في العملية السياسية والشرطة والجيش والأمن باجتهاد، وأنشأ الصحوات العميلة والمجرمة باجتهاد، ووقع على الاتفاقية الأمنية باجتهاد، وشارك في التلاعب بثروات البلاد ومصيرها باجتهاد، وشرع للحكم الطائفي من الروافض وميليشياتهم الفاشية باجتهاد، وتآمر على الجهاد والمجاهدين وهدد بمقاتلتهم باجتهاد، وطالب الولايات المتحدة باحتلال طويل الأمد باجتهاد، وعمل عميلا على رؤوس الأشهاد باجتهاد، وباع الموصل لبرزاني وطالباني باجتهاد، وفعل كل الطوام العظمى باجتهاد!!! وهل تعرض محسن عبد الحميد للدوس بالأقدام الأمريكية باجتهاد؟ فإذا كانت كل هذه «السلوكيات» للحزب الإسلامي وميلشياته محض «اجتهاد» يجعل الفريقين في أسوأ الأحوال في موقف « تضاد»، ولكل منهما تبريراته، والقاعدة تقول: « من اجتهد وأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر». فما الذي يجب أن تفعله جبهة التوافق والحزب الإسلامي حتى يرتقيان من درجة «الخطأ» إلى درجة «الخيانة» ثم يتمتعان في مرحلة لاحقة بدرجة «الخيانة العظمى»؟ ثم كيف يمكن لحماس العراق أو جامع أن تتبرآ من جبهة التوافق وملاحقهما من الصحوات والعملاء وهما تعتبران ما تفعله محض اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ؟ والأكثر عجبا: بأي منطق أو شريعة يمكن فهم هذه المعادلة؟: فريق إخواني يقول أنه اختار قتال الأمريكيين، وفريق آخر يتحالف معهم. فإذا صادف أن التقى الطرفان في منازلة؛ فكيف سيتصرفان؟ هل يمكن لصاحب « فقه الجهاد» وفتاوى المارينز وأصنام باميان أن يحل هذه المسألة؟ لكن هل توقف الأمر عند هذا الحد؟بعد كل ما فعلته جبهة التوافق برئاسة الحزب الإسلامي في العراق ومن يدور في فلكهما من جماعات «جهادية» وصحوات وعملاء، على امتداد خمس سنوات، يخرج علينا كبيرهم محمد أحمد الراشد، الذي وظف كل خبراته وثقله في دعم إخوان العراق للدخول في العملية السياسية، في اجتهاد جديد عن الطهارة والعفة ليقول في كتابه الأخير « نقض المنطق السلمي – أيلول/سبتمبر 2008- ص3»، ناقدا تجربة الإخوان في العراق أن: « أكثر رجال هذه العملية السياسية هم من الثقات وأهل العفاف»!!! فإذا كان أغلب هؤلاء من «الثقات وأهل العفاف»؛ فمن هم الخونة والأنجاس في عرف «الإخوان المسلمين»؟ بل كيف تكون النجاسة عندهم؟ وما هو محتواها؟ وما هي مواصفاتها المادية والموضوعية والشرعية؟حتى موقف الجماعة الأم من جبهة التوافق وخاصة من الحزب الإسلامي لا يتعدى ما سبق من مواقف. ولعل الشعور بالحرج هو أكثر ما يمكن التعبير عنه. لكن رسميا لم تعلن جماعة الإخوان المسلمين براءتها، من أي منتسب أو فريق لـ « الإخوان» في العراق. ولم يصدر أي بيان إدانة لأية فعاليات مناقضة للشرع أو للمنطق الوطني قامت بها أية فرقة من الإخوان في العراق. وما تجدر الإشارة إليه أن «الإخوان المسلمين» في مصر شرعوا في تسجيل قوائم بالمتطوعين للدفاع عن العراق حين غزو البلاد، فسقطت بغداد ولم تكتمل القوائم بعد. ولا ندري كيف كانت الجماعة سترسلهم؟ ولا كيف سيتصرفون حين يجدون زملاءهم في الجماعة في تحالف مع الغزاة!!! ولو ذهبوا في يومنا هذا، بعد سنوات الكوارث التي صنعوها بأيديهم، لوجدوا شعارا لشعبة الحزب الإسلامي في الموصل يقول: « لنجاهد الأمريكان بالتوبة في رمضان»!!! فماذا نقول؟ نِعْمَ التطهر من الرِّجس؟ أم نِعْمَ الجهاد على الطريقة الأمريكية؟
إخوان الصومال(3)
ليس هناك جماعة أو حزب فيها من الشقاقات والصراعات والانقسامات أكثر مما في جماعة «الإخوان المسلمين» سواء على مستوى الجماعة الأم أو بالأخص الفروع. لكن ما حصل في الصومال يفوق ما حصل في أية ساحة أخرى. فما من حركة أو جماعة نالت من الطعون والاتهامات، من داخلها، بقدر ما نالته حركة الإصلاح «الإخوانية» التي تأسست سنة 1978، وغدت إحدى أكبر الحركات الإسلامية في القرن الأفريقي إن لم تكن أكبرها فعلا وأخطرها واقعا على حاضر الصومال ومستقبله. لنرى من هم «الثقات وأهل العفاف» في إخوان الصومال.فالحركة، منذ الإطاحة بنظام الرئيس الصومالي محمد سياد بري سنة 1991، على عداء مستحكم مع كل حركة مقاومة أو جماعة جهادية بدء من الاتحاد الإسلامي والجبهة الوطنية لتحرير أوغادين مرورا بالمحاكم وانتهاء بالجماعات الجهادية الراهنة في الصومال. بل هي معادية لكل من حارب تجار الحروب في الصومال، حتى أنها فصلت من عضويتها كل من التحق بالمحاكم الإسلامية حين سيطرت على الصومال صيف العام 2006. كل ما تلتزم به الحركة هو «النهج السلمي» الذي يمكنها من الحفاظ على رصيدها البشري والمالي كي يسهل عليها قطف الثمار حين تنضج بينما يخوض الآخرون حروبا طاحنة ضد أمراء الحروب والفوضى، وضد التدخلات الأجنبية من الولايات المتحدة إلى الأثيوبيين.لما بسطت المحاكم الإسلامية نفوذها على ربوع الصومال وحفظت فيه الأمن وحقنت الدماء، نأت حركة الإصلاح بنفسها عنها بعد فشل مفاوضاتها معها حول مطالبها وتطبيق رؤيتها، وحالت بين أعضائها والتحالف مع المحاكم فانشق عنها من انشق وخسر عضويته في الحركة من خسر. ولأن بيئة العمل التقليدي التي اعتادت عليها لم تعد متوفرة في ظل المحاكم، أو، بالأصح، لم تعد تلائمها فقد ضاقت عليها البلاد بما رحبت، ولم تجد أوسع من مدينة بيدوا المحاصرة من قبل المحاكم لتنقل إليها مكتبها الإداري هناك حيث آخر معاقل حكومة عبد الله يوسف حليفة الأثيوبيين! ومع ذلك فلما غزت أثيوبيا الصومال بعد ستة أشهر من حكم المحاكم أصدرت الحركة
بيان شجب واستنكار في 26/7/2006 لم تذكر فيه كلمة احتلال أو عدوان أو غزو، ولم تدع فيه إلى أية مقاومة أو جهاد ضد الأثيوبيين. فماذا كانت تفعل خلال الغزو؟ وماذا كان يُرتجى منها؟لندع د. علي باشا عمر المراقب العام المنتخب حديثا على أنقاض د. علي الشيخ أبو بكر يحدثنا عن ذلك بعد انسحاب الأثيوبيين من البلاد عن دور الحركة خلال الغزو الأثيوبي: « إن الحركة لم تكن طرفا في النزاعات المسلحة التي قامت بين الحكومة الانتقالية والقوات الإثيوبية الداعمة لها من جهة وبين المحاكم الإسلامية طيلة السنتين الماضيتين»، أما لماذا؟ فلأنها: « لم تؤمن يوما أن يتم حل الخلافات بين الأشقاء بفوهات المدافع. كما أنه ليس من منهج الإخوان السعي إلى التغيير بالعنف أو بواسطة الانقلابات والثورات .. (بل) .. على أساس نهج الإصلاح التراكمي المبني على الوسطية والشمولية». الطريف في هذا «المنطق السلمي» المزعوم الذي تؤمن به الحركة أنه ينطبق على الغزاة الأجانب وأمراء الحروب وتجارها مثلما ينطبق على المجاهدين. فكلهم في سلة «الوسطية والاعتدال والشمولية» سواء بسواء. والحقيقة أنه منطق يبرئ الاحتلال وينأى به عن أية مسؤولية رغم أن عدد قتلى الصوماليين خلال سنتي الاحتلال الأثيوبي بلغ 18 ألف ضحية. هؤلاء لم يتباكوا عليهم بينما عميت عيونهم وحلفاءهم من البكاء على بضع عشرات أو مئات من ضحايا شيخ شريف والقوات الأفريقية.فما جرى بالنسبة للحركة هو، فقط، نزاع داخلي بين المحاكم والحكومة الانتقالية التي استدعت القوات الأثيوبية لمساندتها! فإذا زالت أسباب التدخل الأثيوبي في الصومال ستنتهي المشكلة!! وكأن قوى الشر في العالم كانت بحاجة إلى أسباب لاحتلال العراق أو الانقلاب على انتخابات الجزائر أو تلحيم البوسنة أو تدمير أفغانستان والشيشان مرتين، أو ارتكاب أفظع المذابح الجماعية ضد المسلمين في غزة وتركستان الشرقية ونيجيريا وكشمير والهند وتايلند، أو مطاردة الإسلام برمته وليس «الإخوان»، فقط، في تونس وسوريا ومصر والمغرب وليبيا، أو نشر الرسوم المجرمة بحق الرسول صلى الله عليه وسلم، عدة مرات، في الدنمارك وهولندا وإيطاليا وألمانيا والنرويج وغيرها، أو تصريحات بابا الفاتيكان المهينة بحق الرسول الكرم صلوات الله وسلامه عليه. أية فلسفة هذه التي تنتهجها الحركة؟ وأي منطق أو شريعة تسمح لحركة إسلامية أن تجاهر بالقول أنها « لم تكن طرفا في النزاع» على أرض إسلامية وشعب مسلم يتعرضان لغزو صليبي؟ فهل التزام الحركة بفلسفتها باتت كتابا منزلا أهم وأولى من دفع الصائل؟ أم أنها ضالعة حتى النخاع في تحالف شيطاني مع الغزاة؟ وهل كانت الصومال تقع على ظهر المريخ كي تكتفي الحركة بموقف الحياد إزاء غزو أجنبي صليبي لبلادها؟ما من منطق سوى منطق الحركة. وكما يقول الكاتب المصري حسام تمام: «حيثما كانت مصلحة ""الجماعة"" فثم شرع الله!»، فكل ما يهم الإخوان المسلمين في الصومال على اختلاف آرائهم ومنازعهم هو إعادة بناء الدولة. لذا فقد ساهمت الحركة في حوارات جيبوتي التي أسفرت عن تعيين شيخ شريف رئيسا جديدا للصومال. وتقرأ هذا الانتخاب باعتباره « نصرا تاريخيا للمقاومة جمعاء ... و حدثا تاريخيا» بالنسبة لاستعادة الدولة ومؤسساتها. وهنا لا يهم إن كان هذا التقييم صحيحا أو خاطئا، فالمهم أنه يوافق « شرع الجماعة» الباحثة قبل الغزو الأثيوبي وبعده عن دولة كهدف أول كما يقول د. عثمان أحمد إبراهيم. فليس مهما ما هي هوية الدولة؟ ولا من هم حكامها؟ ولا ما هو حاضرها أو مستقبلها؟ وليس مهما من يأتي بها؟ ولماذا؟ ولأية أهداف؟ حتى لو جلبتها طائرات الولايات المتحدة وحلفائها أو بساطير ودبابات الجيش الأثيوبي، وحتى لو عاد أمراء الحرب إلى مواقعهم سالمين غانمين، وحتى لو كان على حساب الذين بذلوا دماءهم رخيصة لتبيعها حركة الإصلاح في أسواق الوسطية والاعتدال، وحتى لو استوطنت فيها القوات الدولية أو ظلت مشاعا للقوات الأثيوبية، وحتى لو استدعى ميلادها على يد شيخ شريف التحالف مع أثيوبيا والاستعانة بالقوى الاستعمارية والصوفية اللعينة واللصوص لسفك المزيد من الدماء وعرقلة كل بارقة أمل. المهم: « إيجاد دولة يعم فيها الأمن والاستقرار» وتنتعش فيها مؤسسات الحركة وفلسفتها التغييرية بدلا من: «العنف والميليشيات المسلحة التي تملأ الشوارع».وهكذا فما أن تم تنصيب شيخ شريف أحمد حتى أصدرت حركة الإصلاح في 3/3/2009 بيانا قدمت فيه: «التهاني والتبريكات إلى الرئيس الصومالي الجديد والبرلمان الوطني الموحد ورئيس الوزراء الجديد السيد عمر عبد الرّشيد على شرماركي وأعضاء حكومته». لكن إذا كانت اتهامات د. محمد علي إبراهيم الوزير في حكومة شريف للحركة في حواره مع «الصومال اليوم» وهو يقول: « إذا كانت تصريحاتهم متناقضة، وتفتقر إلى التنسيق فهذا شأنهم ؛ لكننا نعرف أنهم حاربوا المحاكم وساعدوا إثيوبيا والحكومة العميلة بقيادة عبد الله يوسف» لم تعجب الحركة، وهو (الوزير) الذي كان مراقبا عاما لها لفترتين متتاليتين؛ فماذا تقول الحركة في عزل القيادة السابقة لها وتشكيل قيادة جديدة بمراقبة د. عثمان أحمد إبراهيم؟قبل أن تنقضي سنة 2007 بأيام كانت الحركة على موعد مع تغيرات عاصفة أسفرت عن عقد مؤتمر استثنائي في الفترة ما بين 24 - 29 ديسمبر 2007 لاختيار قيادة جديدة خلفا للمراقب العام د. علي الشيخ أبو بكر. وتضمن البيان الختامي للمؤتمر اتهامات شهدتها الحركة تمثلت بـ: « انحرافات منهجية وتنظيمية»، والأهم من ذلك حديثه عن: « تعطيل وعجز لمجلس شورى الحركة ومجلسها التنفيذي عن أداء مهامهما تجاه الدعوة وقضايا الوطن». وكشف البيان عن حزمة من الاتهامات التي عكست واقع الحركة وسياسات قياداتها برئاسة د. علي شيخ أبو بكر من حيث: «عدم اتخاذ مواقف من الاجتياح العسكري الإثيوبي للصومال أواخر عام 2006 »، حيث: « برزت الحاجة الملحَّة إلى دور الحركة بعد الاجتياح الإثيوبي، وما سببه من قتل آلاف الصوماليين وهدم أكثر من ثلثي العاصمة الصومالية، وتدمير ممتلكات تقدر بـ 3 مليارات دولار»، وأن القيادة المقالة: « بدلاً من أن تقوم بمواجهة هذا العدوان السافر وتعبئة الشعب الصومالي ضده، فإنها عمدت إلى العمل مع الحكومة الصومالية العميلة التي جاءت بالاحتلال، وتبرير هذا الغزو الغاشم (بأنه جاء بناء على طلب الحكومة الانتقالية)، معطلة بذلك فريضة الجهاد في مثل هذه الظروف التي تمر بها الصومال حاليًّا».أول ما يتبادر إلى الذهن إزاء هذه الاتهامات هو التساؤل عن موقف الجماعة الأم. فهل ستؤيد القيادة الجديدة التي تبدو أكثر وطنية من القيادة المقالة؟ هذا ما يتوقعه الناس كموقف مبدئي من قيادة تحالفت مع الشيطان. لكن ليس هذا ما حصل أبدا. فقد نفى مكتب المرشد العام تصريحات خاصة له بموقع «إسلام أن لاين» في 21/1/2008 قال فيها: « نرحّب بقيادة الإخوان الجديدة التي تتمسك بالمقاومة كخيار لمواجهة مخططات الولايات المتحدة، وتحرير الصومال من القوات الإثيوبية»، موضحا أن: « ما حدث ليس فترة انتقالية كما يروّج البعض، وليس انقلابًا على قيادات الجماعة السابقة، بل انعكاسًا طبيعيًّا للديمقراطية داخل الإخوان المسلمين»، وأن: « القيادة الجديدة تأتي في إطار تفعيل دور المقاومة كإحدى الوسائل المشروعة لمقاومة المحتل». ففي اليوم التالي أكد المرشد العام على موقع «إخوان أن لاين»، أن تصريحاته لموقع: « إسلام أون لاين لم تتطرق من قريبٍ أو بعيد إلى وضع الإخوان الداخلي في الصومال، ولم ترد على لسانه أي أسماءٍ من قيادات الحركة هناك، كما أن التصريحاتِ التي أدلى بها لإحدى محررات الموقع خلت من ذكر أي انقساماتٍ أو تقليلٍ من دور حركة الإصلاح الصومالية في رفضِ العدوان على الصومال وشعبه». ومعبرا عن: « احترامه وتقديره الكامل لقيادات الحركة في الصومال في مرحلةٍ حرجةٍ من عمر هذا القطر الإسلامي الذي تسعى سهام الغدر للنيل من وحدته وقدراته». إذا كانت الخلافات العاصفة قد ضربت حركة الإصلاح من رأسها حتى أخمص قدميها وطالت كل جانب فيها؛ وإذا كانت القيادة القديمة أقيلت على خلفية تحالفات شيطانية ومواقف مهينة تجاه الأثيوبيين وحكومة عبد الله يوسف؛ وإذا كانت المشكلة الأكبر في إقالة القيادة القديمة تتعلق بعدم اتخاذها موقفا تجاه الغزو الأثيوبي؛ فما هي الكرامة التي سيجنيها المرشد العام من تزكية قيادة خرجت فضائحها على الملأ؟ أم أن موقف الجماعة الأم مماثل لموقف حركة الإصلاح مما يجري في الصومال؟الحقيقة أن ذات المواقف التي عبرت عنها حركة الإصلاح حين الغزو الأثيوبي عبر عنها مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين. فقد أصدرت الجماعة بيانا موقعا باسم المرشد في 26/12/2009 أدان فيه: «العدوان الإجرامي على الصومال وشعبه»، و « طالب بدعم الشعب الصومالي بكل الوسائل المادية والسياسية والمعنوية للتصدي لهذا العدوان»، ودعا: « كل فرقاء الشعب الصومالي وحكومته لحل مشكلاتهم في إطار تفاوض سلمي فيما بينهم ودون استقواء بأي قوى خارجية أو الوقوع في غواية التبعية للقوى الكبرى التي لا ترجو لا للشعوب العربية أو الإسلامية ولا للمنطقة أي خير». لكن بعد تنصيب شيخ شريف رئيسا على الصومال رحب المرشد العام بحسن الخاتمة، وضرب بعرض الحائط كل من ضحى بدمه وماله من أجل هزيمة الأثيوبيين وإجبارهم على الانسحاب من الصومال! وهكذا يكون «الثقات وأهل العفاف»! ومن لا يعجبه فلينزل من «الباص».هكذا إذن! نحن أمام جماعة وفروع تنصلت من تاريخها وأطروحاتها تماما، وباتت تعمل كصمام أمان لـ « سايكس - بيكو»، وللقوى الغازية حيثما حلت. أما الجهاد فقد أمسى يشكل بالنسبة لها، منذ زمن، عبئا يصعب احتماله. فقد أثبت الجماعة وفروعها بالتجربة الحية أنها على استعداد، في كل ساحة ساخنة، أن تصطف مع القوى المعادية للأمة ومصالحها ومصيرها سواء كانت غازية أو محلية. وبما أنها تبحث عن تحقيق «السلامة العامة» مهما كان مصدرها، وبأي ثمن فلن تتردد، في أي حين، أن تعرض خدماتها على أرباب العمل، للقيام بمهمة:• توفير الغطاء الشرعي والمبررات عند الضرورة، وهو ما فعلته في أكثر من موضع.• والتحالف مع الأعداء، وحمل السلاح ضد المجتمع وقواه المجاهدة. فهذا أمر تجاوز التشريع ودخل حيز العمل الميداني. أما مقاومة الاحتلال فهي «عنف» و «إرهاب» منبوذ. وهنا بالذات تختفي الحاجة لفلسفة «التغيير السلمي» عند الجماعة، بحيث يكون التحالف مع العدو واجب، مثلما هي الحرب على المجاهدين أوجب!!! فلماذا يؤيدون الجهاد العالمي ولو بصيغته المحلية ذات الأطروحة العقدية الصارمة؟سؤال: هل يمكن لجماعة تتصرف على هذا النحو مع الأعداء أو مع مجتمعاتها أن تكون أمينة على شريعة الأمة أو مصالحها أو مصيرها؟ حقا! لله في خلقه شؤون!!!

الخميس، 3 سبتمبر 2009

أظـلــم
قـاعـدة جـزيـرة الـعــرب ]] ... و الـبـادي
من البديهي على السلطات السعودية أن تتكلم عن العدوان (حسب فهمها) الذي حصل في بيت نائب وزير الداخلية محمد بن نايف في جدةبكل حده ومرارة حيث أن ذالك الاعتداء يعتبر مؤثر قطعاً على وجود السلطة وعلى مستقبلها ومكانتها أمام الشعب وقيادات العالم خاصةً الأم الحنون على عروشهم أمريكا، رغم مفاخرتهم سابق باستئصال أعضاء تنظيم القاعدة في السعودية والحديث عن الضربات والإنجازات الاحترافية التي كانت بعضها من إنجاز متخصصين علم التأثير والإخراج (الهوليودي) في وزارة الداخلية للتأثير على الشعب والعالم بأسرة بأنهم من المتفانيين في ضرب القاعدة ومن يدعمها وأن نهج القاعدة لا يرى حرمة الدم المسلم.لكن من البديهي أيضاً أن نجد هناك ثمة أقوام لم يرضوا بالتعايش السلمي مع السلطات السعودية، لا لشيء سوى أنهم رضخوا للنظام العالمي ورضوا أن يكونوا دواب إلى الذين يدعون إلى استئصال الإرهاب الذي هو (الإسلام)، فما كان من هؤلاء الغيارا إلا الاستنكار بالتي هيه أحسن إلى أن بانت لهم خفايا النظام السعودي الذي كان من أشد الناس على المجاهدين وأهله, وهذا هو حال فرسان قاعدة جزيرة العرب، والذي لا تنقصهم الشجاعة ولا روح التضحية، برغم الفارق الهائل بينهم وبين سلطات آل سعود في معادلات موازين القوى والسيطرة والمعطيات الموضوعية المحيطة.

[[ لماذا استهداف نائب في وزير الداخلية والسعودية ]]
كما هو معلوم أن الدولة السعودية وجيشها وحرسها أصبح رهن أشارة السلطات الأمريكية فتحركه أينما تشاء وكيف ما تشاء, وقد يستغرب بعض القراء هذا الكلام جهلاً منه في بعض الأمور الخفية والتي أصبحت مكشوفة للبعض الآخر ولكن الحقيقة لا يمكن أن تغيرها كثرة الترقيع فقد أصبح الشق أكبر من الرقعة, والناظر إلى حرب الخليج الثانية ثم الحصار ثم الغزو الأمريكي يجد الكثير من الأخطاء الشرعية البحتة والإستراتجية, فهي من سمحت للقوات الأمريكية بتخطي مجالها الجوي لقصف المسلمين الضعفاء في العراق وهي من تخفض لهم سعر صادرات البترول ليتزود بها قائد الطائرة الأمريكي وقائد الدبابة البريطاني, ولم يسطوا أن يفعلوا مثل ما فعل أخوهم الملك فيصل رحمة الله حينما قطع عنهم البترول, وكذالك فعلت الكويت وقطر وغيرهم ممن رضوا أن يضعوا أيديهم مع من تآمر على المسلمين ظلماً وبهتانً جهاراً نهاراً, هذا غير السجون والتضييق على العلماء الصادقين الذين يدافعون عن ديننا وعن إخواننا المسلمين في كل مكان وماالعلامة السناني والعلامة العلوان والداعية خالد الراشد إلا نموذج لطاعتها العمياء لأسيادهم من الأمريكان واليهود, هذا غير استباحتهم لعقول الناس والمسلمين في تسليط إعلامهم الخبيث الماكر على قضايا إخواننا المضطهدين في كل مكان, وخير دليل على ذالك قناة العربية التي أخرجت أساساً لمحاربة الدين و للتضييق على إخواننا المجاهدين وما دعايات الكذب التي تخرج بين البرامج المسمومة إلا نموذج لحقدهم الدفين على المجاهدين وخاصة في أبطال وضراغم العراق الذين قهروا الجيش الأمريكي وحكومة الروافض وما عملية (غزوة الأسير) في المنطقة الخضراء التي يصعب على العملاء دخولها فكيف بالمجاهدين الذين وفقهم الله عز وجل لاختراقها ونسف عملائها و كوادرها الرافضية إلا دليلاً على قوة المجاهدين وتمكين الله لهم, طبعاً هذا غير الإعلام الفاسد والهادم للأسر المسلمة وإن حاول البعض الترقيع لهم بصفاء الإعلام السعودي والذي هو ليس إلا القناع الذي يخفي الوجه القبيح فكل القنوات التي تنشر الفساد وتدعو إلى الرذيلة أصحابها من السعوديون (من الأسر الحاكمة) خاصة والخليجيين العلمانيين لا بارك الله بهم ولا أكثرهم فهم مرضى بالجشع و مصابين بجنون العظمة ولا يهمهم إلا أنفسهم.

[[ العمليات النوعية لقاعدة الجزيرة وبراعتها ]]
نعم لقد حققت قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الكثير من الانتصارات و الاختراقات بداية من وصول أغلب المطلوبين وعلى رأسهم أمير قاعدة بلاد الحرمين أبو سفيان الأزدي والذي هو النائب العام لقاعدة جزيرة العرب بعد الأمير أبو بصير الوحيشي ومروراً بوصول زوجة الشيخ المحارب أبو سفيان الأزدي (أم هاجر الأزدي) مع بعض أقاربها الشجعان إلى اليمن وكل ذالك رغم وجود العملاء الذين قد تجدهم في كل مكان حتى في المساجد (التي هي للعبادة) و غيرها من المواقع التي يترفع الإنسان عن ذكرها. ومن الناحية العسكرية فقد حققت القاعدة في جزيرة العرب عدداً كبيراً من الأعمال النوعية التي استهدفت فيها العملاء والطواغيت ومنها ما قد نشر إما في بينات أو مجلات أو أفلام ونأخذ على سبيل المثال استهداف السواح الكوريين الذين كانوا من ضمن تشكيلة منتخب الاحتلال في العراق وأفغانستان سواء الدعم المادي أو المعنوي, والتي عقبها حضور سرية من العملاء والمخابرات الكورية كان باستقبالها أيضاً قاعدة جزيرة العرب فأحسنوا الترحيب بها على طريقتهم الخاصة, أيضاً عملية القصاص العادل من الضال محمد بن ربيش (والتي نشرت في شريط فيديو) والتي رأينا فيها عملية نوعية فذة قام تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب بتسفير الآخر فيها إلى قبره جزاء فعلته الدنيئة وعمالته في قتل المجاهدين والمسلمين مع الطائرات الأمريكية, وطبعاً هذه العمليات لا تقارن مع جديد قاعدة جزيرة العرب والتي كان الهدف فيها رأس من الدولة الحاكمة ونائب وزير الداخلية محمد بن نايف الذي أزكم أنوف الناس و أزعج العالم بإنجازاته التي يقوم بها بالنيابة عنه بعض الجهلاء المغلوب على أمرهم والمساكين من قوات الطوارئ وعملاء المباحث الذين لا يذوقون طعماً للحياة ولا راحة من شدة خوفهم على أنفسهم وقلة ما يحصلونه من مكافآت ورواتب, فهاهو الآن يعيش لحظة الألم والآهات ويطعم بعض من ألوان العذاب التي أذاق بها العلماء الصادقين و إخواننا وأخواتنا الذي لا ذنب لهم سوى نصرة الله ودينه فنقول هنا كما قال أمير الإستشهاديين الزرقاوي ((ذق إنك أنت العزيز الكريم)) حينما قالها للولد المدلل المطاع عبدالله ابن الحسين صديق الإنجليز وحامي كيان اليهود, وكل هذه العمليات السابقة تثبت لقاعدة جزيرة العرب بعض الحقائق والتي كان بعض الناعقين يستهزئ بها من قبل وهذي بعض منها على عجالة:
1) امتلاكهم استخبارات عالية التدريب تمتلك الكثير من مقومات النجاح التي لا تمتلكها حتى بعض الدول.2) شجاعة المنتسب إليها وضبط تصرفاتهم رغم ما في الطريق من أخطار ومفاجئات.3) وصولهم إلى مستوى التهديد الأول والذي يستهدف رؤوس الحكم ومن يليهم من القادة الكبار و المسئولين الذين يغلقون الشوارع تحت أسم (موكب الأمير) من أولها إلى آخرها.4) امتلاكهم الخبراء المتمكنين في مجال هندسة المتفجرات والإلكترونيات وغيرها من الصناعات العسكرية الخاصة ...... ونكتفي بذالك.

[[ حرام على القاعدة حلال على آل سعود ]]
قد وصل إلى مسامعك المعارك الطاحنة بين الحوثيون الروافض وقوات الجيش اليمني, وهنا أقول سبحان الله العظيم!!!! فبعدما كانت الحكومة السعودية تدعم اليمن بالملايين ومن ثم تعطيها الحوثيين لتأمين الحدود معا من يسمونهم بالقاعدةالإرهابيين, وطبعاً فقد أبدع الحوثيين الرافضة في تأمين الحدود من النواصب السلفيين, وثبتت العمالة اليمنية بعد بدايتها الأولى في الاعتداء وذالك بعد عملية الاستهداف التي حصلت في رموز أنصار القاعدة بطائرات بدون طيار والتي كان من ضحاياها المجاهد أبوعلي الحارثي رحمه الله في مأرب عام 2002 م وذالك بعد التعاون اليمني الأمريكي السعودي, ومن ثم الزيارات الأمنية في عام 2005 م بين وزراء الداخلية والتي انتهت بالاتفاق على التبادل الأمني و الاستخباراتي ضد القاعدة والذين لم يكن بينهم وبين الحكومات أي صدمات تذكر في ذاك الوقت إلا أنهم جعلوا من الأمريكان هدفاً نصب أعينهم, فبناء على ذالك قامت على أثرها قيامة الدول خوفاً من المارد الأمريكي الذي قد يسحب عروشهم في أي لحظة, إلى زيارة قائد القوات الأمريكية و محمد بن نايف الأخيرة في صنعاء والتي أتى بعدها على الفورعملية عسكرية على ولاية مأرب الأبية بقيادة صنيع الأمريكان وكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد عبد الله صالح والتي منيت بالهزيمة ولله الحمد والمنة, فمن هو الذي بداء يا أنصار محمد بن نايف !!؟؟ أقول (( العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم )) أوليس من حق قاعدة الجزيرة التدخل في شؤون من بدأها وأن يعاملوا من عاملهم بالسوء بالمثل أم أنه كما قال شاعر الإسلام أحمد شوقي رحمه الله:
أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟
كل دار أحق بالأهل إلا في خبيث من المذاهب رجس

[[ هل تستهدف القاعدة عشوائياً ؟؟ وهل من حل لوقف هذه الضربات ؟؟ ]]
كلنا يعلم أن المجاهدين لم يخرجوا إلى نصرة لدين الله و لإخوانهم المستضعفين في كل مكان, ولا يجحد هذا الشيء إلى كذاب أشر لا يحب الله ورسوله.وقد يدعي بعض الجهلاء الذين عتم عليهم أسطول الحملات الإعلامية المسمومة أنهم يستهدفون المسلمين عشوائياً ومن دون مراعاة لضوابط الشرع, وغيرها من الاتهامات الظالمة والتي لا تطلق أصلاً على من يستحقها فعلاً ...نقول لهم حاشى لـ لله أن يقوم بها من أراد نصرة دين الله عز و جل (نحسبهم كذالك والله حسيبهم), فلو أرادوا ذالك لكانوا أراحوا أنفسهم من العناء و قتلوا من كان في أقسام الشرطة في نجران وجازان وفي صنعاء وعدن فذالك أقرب لهم وآمن, و لاستهدفوا الناس في الأسواق وفي المنتزهات وفي كل مكان يسهل على كل من أراد فعل ذالك الفعل الظالم السيئ فعله, (يعني هذه الحجة قديمة) وقد جفت منابعها فاستهداف شخص لا يخرج إلا وحوله عشرات السيارات المصفحة وعشرات من سيارات الشرطة والمرور التي تغلق الشوارع من أولها إلى آخرها ولا تسمح حتى للسيارات الواقفة بالانتظار في طريقه!! ليس إلا عمل إستراتيجي بحت و رداً على من جعل من نفسه خصمً بالنيابة عن رأس الكفر أمريكا.
والسؤال هُنا والذي يطرح نفسه بقوة:
لماذا نجد الحكام يعاونون الكفار المعتدين على إخواننا المستضعفين الذين لا ذنبهم إلا أن يقولوا ربي الله؟؟؟؟ ولماذا يحولوا بين المجاهدين و إخوانهم المستضعفين في كل مكان؟؟؟؟ولماذا يسجنوا العلماء و الدعاة سبب قولهم كلمة الحق ونُصرةً للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟ولماذا يتدخلوا في شؤون ديار المسلمين الذين يريدون العيش تحت إمارة إسلامية كما فعلوا مع طالبان سابقاً؟؟؟؟
أقولها وباختصار هذا هو الحل لوقف الضربات:
دعوا أيديكم عن المجاهدين ولا تحولوا بينهم وبين رأس الكفر أمريكا فذالك فيه حقن للدماء بين المسلمين ونصرة لأخواننا المستضعفين, دعوا المجاهدين يوجهوا أسلحتهم للعدو الذي جرعوه ألوان العذاب و زرعوا فيه الإرهاب ردعاً له وجزاء فعلته في إخواننا المستضعفين المسلمين, وهم أهل لهذه المهمة والتي نرى بوادر نصرها وأشراقها قد سطع في العراق وأفغانستان والصومال والشيشان وغيرها من بلاد المسلمين ولـ لله الحمد والمنة, يقول شاعر المجاهدين الشيخ الأديب أبو منصور الشامي:
سواد الليل يجلوه الصباح *** وذل الوجه يمحوه السلاح
ومن يرتع بمرعى الظلم يوماً *** تؤدبه الصوارم والرماح
وللمظلوم حق يقتضيه *** وإن غارت بلبته الجراح
ومهما حاول الطاغوت لدين *** الله كيداً بادرهم كفاح
ورام الروم للإسلام كيداً *** يظن الروم أنا نستباح
يظنون الفوارس في سبات *** وأن الأسد يفزعها نباح
تركناكم على اليرموك صرعى *** تنازعكم نسور والسراح
ومعتصم وهارون غزاكم *** وفي حطين حطمكم صلاح
وفي الروس الجبابر خير وعظ *** فإن الاتعاظ بهم يباح
فمزقنا أواصرهم فصاروا *** كأعشاب تذريها الرياح
وقوضنا بأمريكا صروحاً *** أأنكرتم وهل تخفى براح
غزوناكم بأجنحة المنايا *** ولم يخطر ببالكم الطلاح
على صهواتها فرسان عز *** ترى أن اعتناق الموت راح
وقد قال لهم الشيخ المجاهد أسامة بن لادن حفظه الله ورعاه من كل سوء من قبل و شرط عليهم شرطاً ينتهي على إثره الصراع الذي بيننا وبينهم يقول الشيخ:(( أُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ، الَذِي رَفَعَ السَمَاءَ بِلاَ عَمَدٍ، لَنْ تهنأ أَمْرِيكَا وَلاَ مَنْ يَعِيشُ في أَمْرِيكَا بِالأَمْنِ، قَبْلَ أَنْ نَعِيشَهُ وَاقِعًَا فِي فِلَسْطِينَ، وَقَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ جَمِيعُ الْجُيُوشِ الْكَافِرَةِ مِنْ أَرْضِ مُحَمَدٍ عَلَيَهِ الْصَلاَتِ وَالْسَلاَم ))
والله أكبرُ... والعِزة للإسلام ...

محب المجاهدين / سياف الشهري أبو عمر الأزدي 2009/9 م
__________________
الشكر موصول لإخواننا في مركز الفجر للإعلاموإخواننا في الجبهة الإعلامية الإسلامية العالميةوأخونا عبد الله الوزير