مدونة الطالب

بسم الله الحمد لله الله اكبر

السبت، 29 أغسطس 2009


ثمانون عاما وهي خاوية على عروشها! د. أكرم حجازي27/8/2009
«حماس» أو «الإخوان المسلمون» خليط عجيب، غريب وهجين من كل صوب وحدب، سواء تعلق الأمر في الهوية أو الاقتصاد والاجتماع، أو في الاعتقاد والفكر والأهداف، أو في السياسات والتحالفات والمواقف، أو في النوايا الظاهر منها والباطن، أو في الواقع والشعارات. إنها تركيبة لا تماثلها أية تركيبة من أي نوع في العالم، لا سابقا ولا حاضرا. فكل من عاين الفِرَق والجماعات الإسلامية منذ بدء الدعوة النبوية وإلى يومنا هذا لن يجد مثيلا لهذه الجماعة. وليس غريبا أن يجد في ثناياها، على امتداد عقود النشأة، خليطا من كل الفرق والجماعات السابقة عليها، وإذا أمعنا النظر قليلا فلن يكون غريبا أن نلاحظ استيطان الفلسفات الوضعية وإفرازات الحداثة في عقول مشايخها وقياداتها وأعضائها سلوكا وممارسات ومناهج عمل وتفكير وطموحات وأماني. وليس غريبا أيضا، خاصة مع تفاخرها بأنها أول الجماعات التي أجرت مراجعات وتقييمات على دعوتها، أن تتخذ الجماعة من كل المذاهب الإسلامية الأصيلة والمصطنعة ما يناسبها من فتاوى سواء في العقيدة أو في العبادات. لكن ما الذي يجعل الجماعة كـ «الاسفنجة» تمتص طاقات الشباب، كما يقول د. عبد الله فهد النفيسي؟ هل هي «المراجعات»؟ أم أصل البنية؟ لنرى.في «رسالة المؤتمر الخامس»، للشيخ المؤسس حسن البنا، ثمة تعريفين للجماعة: الأول: يحدد هوية الجماعة باعتبارها:« رسالة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية ومنظمة رياضية ووحدة ثقافية تعليمية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية».الثاني: يحدَّد محتوى «إسلام الإخوان المسلمين». إذ تعتقد الجماعة:«أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس في الدنيا وفي الآخرة، وأن الذين يظنون أن هذه التعاليم إنما تتناول الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها من النواحي مخطئون في هذا الظن، فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف».
ميزة هذين التعريفين للجماعة أنهما يتيحان لها أن تكون كل هذه التوصيفات في آن واحد، مثلما أنهما يتيحان لها أن تكون، فقط في لحظة من الزمن، إحداها. وحين التأمل في واقع الجماعة وحقيقتها لن يعجب الناظر إليها بمنظار ديني أن يجدها «سلفية وسنية وصوفية»، أو مجرد «شركة اقتصادية» تنتشر استثماراتها، بحثا عن المال والثروة، لتغطي كامل أنحاء الكرة الأرضية، أو «هيئة سياسية» تفعل المستحيل لتكون في السلطة حتى ولو على ظهر دبابة أمريكية، أو جماعة يبحث أفرادها عن «وطن وجنسية ودولة» حتى لو كانت علمانية بلغة مدنية، أو «وحدة ثقافية تعليمية» على الطراز الحديث تتوسل حاخامات إسرائيل وهي تدافع حتى عن ملابس النساء العصريات وتنظم المهرجانات والندوات والاحتفالات والتجمعات في كل مكان وزمان وكأنها صالة أفراح ، أو جماعة جهادية في ظروف معينة أو «فكرة اجتماعية» تخترق، بمغرياتها، النسيج الاجتماعي برمته طولا وعرضا، أو جمعية خيرية تسترزق من هنا وهناك... وهكذا. كل هذا وأعظم منه يحدث تحت شعار: «الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا».هذه الحقيقة جعلتها تبدو أقرب ما تكون إلى كونها جماعة باطنية لا هدف لها ولا مشروع إلا الجماعة بحد ذاتها باعتبارها «القصر المنيف». ولأنها كذلك فقد كتب الكثيرون عنها دون أن تتوحد حولها النتائج أو تتقارب الرؤى بحيث يمكن فهمها.لكن ثمة مقالة للكاتب إبراهيم العسعس بعنوان: «الإخوان والرهان الخاسر» قال فيها عبارة نحسب أن أحدا لم يسبقه إليها. هذه العبارة تقول:
« توفي المؤسس رحمه الله فجأة قبل أن يقول لهم ما يريد على وجه التحديد»، وتبعا لذلك فالجماعة:« كالباص الماشي على بركة الله، وركابه متـفقون مستمتعون ما دام الباص يسير بهم في طريق مستـقيم، حتى إذا وصل إلى تقاطع طرق، يكتـشف الركاب أنَّ كلاً منهم له طريق مختـلف عن طريق جاره، فيقع الخلاف، وتنشأ التيارات».ولحل هذا «الإشكال» اجتمع «الركاب» على «قاعدة ذهبية» تعصمهم من التفرق والتشرذم، فقالوا: «نتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه» حتى لو تعلق الأمر بأصل الدين ابتداء من الحلال والحرام مرورا بالتحالفات الشيطانية وانتهاء بجواز التعبد بالمذهب الشيعي. وهكذا فرح «الركاب»، وأنشد الجميع:

يا حلالي يا مالي *** ربعي رُدّوا علي أما «الباص» فقد استمر في المسير! فتوقف حين وجب عليه المسير، وسار حيث وجب عليه التوقف، ووالى حيث يجب التبرؤ، وتبرأ حيث تجب الموالاة، وخذل لمن وجبت له النصرة، وانتصر لمن عادى الأمة والدين. لكن أميز ما في «الإخوان المسلمين» أنهم يمكن أن يختلفوا في كل أمر، وفي كل الساحات إلى حد التناقض، لكنهم متفقون حتى على عضوية الصحابة في «القصر المنيف» ولو بأثر رجعي! فالجماعة هي «الشجرة الباسقة» وهي«الجماعة الربانية» وهي «السد المنيع للأمة»، وهي «آخر القلاع في وجه المد الغربي الصهيوني» ... إلى آخر قائمة التزكيات المعصومة. وعليه فالولاء والبراء والحق والباطل والكفر والإيمان، والفساد والصلاح، والتغيير والجمود، والصواب والخطأ، والصديق والعدو، والعميل والبطل، والقوي والضعيف، وغيرها من الثنائيات المتضادة معقودة عند «الإخوان» على الجماعة ومشايخها وليس على الحكم الشرعي. إذ أن مصلحة الجماعة مقدمة على أية مصلحة أخرى، على مستوى الفرع وعلى مستوى الجماعة الأم.تأسست الجماعة سنة 1928. وطوال العقدين التاليين ظلت لصيقة القصر الملكي في مصر حيث كانت تراهن على عودة الخلافة على ظهر النظام القائم. ولا شك أن أغرب المواقف التي تحسب على الجماعة ظهرت في السنوات الأولى من النشأة. فقد نجح الحاج أمين الحسيني مفتي عام فلسطين في تنظيم وعقد المؤتمر الإسلامي العالمي ليلة الإسراء والمعراج في السابع من كانون الثاني / ديسمبر سنة 1931. وتميز المؤتمر بمشاركة 145 مندوباً مثلوا مشاهير الشخصيات الإسلامية العالمية بما لم يسبق له مثيل.كان من المفترض أن يناقش المؤتمر مسألة إحياء نظام الخلافة الإسلامية. وفي هذا المسعى بالذات فشل المؤتمر حتى في طرح الموضوع، لأن المصريين، وفي مقدمتهم إسلاميو الحزب الوطني آنذاك ومؤسسة الأزهر والقصر الملكي، كانوا يُعدُّون العدة لمبايعة الملك أحمد فؤاد خليفة للمسلمين. بل أن رموز السلطة المصرية السياسية والدينية الذين عارضوا بقوة توجهات المؤتمر دفعوا بالحاج أمين الحسيني للتوجه إلى القاهرة وإعلان تراجعه من هناك. وذهب شيخ الأزهر مصطفى المراغي، في ضغوطاته، أبعد من ذلك حين انتزع، قسرا، من «الحسيني» نصا مكتوبا يشترط فيه عدم بحث موضوع الخلافة في المؤتمر.
هذه نازلة من أعظم النوازل التي حلت في الأمة ولمّا تزل. ومع ذلك منع الإخوان مناقشتها في أول وأضخم مؤتمر إسلامي عالمي ينعقد بعد انهيار الخلافة. والأطرف من ذلك أنهم تحالفوا مع تنظيم الضباط الأحرار وانقلبوا على القصر! فلا قامت الخلافة ولا نجحوا في السلطة. والسؤال: هل كان القصر حين انعقاد المؤتمر مؤمنا؟ وفي سنة 1952 أمسى كافرا؟! لا هذا ولا ذاك. لكن من عجائب الجماعة أن في مواقفها ثوابت لا يمكن إحصاءها. ومع ذلك ليس أمامنا إلا التوقف، في سلسلة جديدة، عند أكثر المواقف جدلا في الوقت الحاضر سواء عند الجماعة أو عند حركة «حماس» على وجه الخصوص كنموذج بارز لمعاينة المفارقات.
الإخوان والغياب الطويل عن الساحة(1) لما ظهرت حركة حماس، رسميا، في قطاع غزة سنة 1987 تعرضت لهجمات شرسة من المنظمات الفلسطينية وأنصارها. ونظر إليها الكثير كمتطفل على «الكفاح الفلسطيني المسلح» بعد عقود من الغياب الاختياري. فما من منظمة أو حزب أو تيار إلا ونظر إليها نظرة شك وريبة وسط تساؤلات تقليدية من نوع: أين كانوا طوال هذه السنين؟ ولماذا ظهروا الآن؟ وما الذي يريده «الإخوان المسلمون» بعد مئات الآلاف من الضحايا والمعتقلين والمبعدين والتنكيل والظلم والقهر وهم نائمون؟ ولماذا لا يعترفون بمنظمة التحرير؟ ويدخلون فيها كأي فصيل من الفصائل الفلسطينية؟ هل يريدون إقامة دولة إسلامية؟ هل نحن كفار وهم مسلمون؟ هل قتلانا «فطايس» كما قال ياسر عرفات ذات يوم وقتلاهم «شهداء»؟ لماذا يطعنون بشرعية التمثيل الذي تقوم به المنظمة؟وبطبيعة الحال فقد طُرحت التساؤلات بينما منظمة التحرير في أضعف حالاتها. وفي ظل حركة سياسية فلسطينية محمومة، من الطبيعي، أن تحاول استثمار أول انتقاضة جماهيرية فلسطينية واسعة النطاق لاستعادة قوة المنظمة بعد انشقاقها وانشقاق حركة فتح، ولتحقيق مكاسب سياسية في مقدمتها عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط بحضور الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن الدولي، للبحث في تسوية سياسية للصراع العربي الإسرائيلي وجوهره النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن ما من مؤتمر دولي بدون مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية. إلا أن ظهور حماس، بالنسبة للمنظمة، بدا وكأنه طعن في كينونتها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. هذه هي اللغة التي كانت سائدة آنذاك وتلك هي التساؤلات التي طرحت.
الطريف في الأمر أن ذات التساؤلات وذات المفردات التي أنكرت على حماس ظهورها تنكر اليوم على التيار السلفي الجهادي ظهوره. فهؤلاء «السلفيون»، بحسب قادة حركة حماس من طاهر النونو وإيهاب الغصين ومشير المصري وسامي أبو زهري حتى إسماعيل هنية ويونس الأسطل ومحمود الزهار وخليل الحية وصالح الرقب وغيرهم: «تكفيريون» ، «لم يقاتلوا في حياتهم» ، «أين كانوا؟» ، «لم يطلقوا طلقة واحدة في حرب الفرقان»، و «لم يهاجموا العدو»، «استباحوا دماءنا»، «ليسوا موجودين كتنظيم»، «منفلتين»، «مجرمين» ، «عملاء» ، «مرتبطون في الخارج» ، «سُذَّج» وغيرها من التوصيفات والاتهامات. هذه المفردات يجري تسويقها على قدم وساق رغم أن هذه الجماعات صغيرة جدا، وبالكاد ظهرت على الساحة. فقد كان أولها «جيش الإسلام» سنة 2005 ، والذي شارك مع «كتائب القسام» في عملية الوهم المتبدد التي أسفرت عن اعتقال الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، وآخرها «جند أنصار الله». ترى! إذا تجاهلنا العقود الأربعة، بعد النكبة، والتي غاب فيها «الإخوان المسلمون» عن ساحة الصراع دون أدنى مبرر منطقي إلا من «الحيرة والارتباك» بحسب أحد الكتاب؛وإذا استبعدنا تجربة معسكرات الشيوخ في الأردن سنة 1968 لأكثر من سبب موضوعي ليس أقلها أن الإخوان كانوا جزء من التجربة التي وقعت خارج حدود فلسطين وليس كلها، كما أنها جاءت بمبادرات ذاتية ومتنوعة المصادر الإسلامية وليس بقرار رسمي من الجماعة؛ فكم احتاجت «حماس» من الوقت كي تطلق النار رسميا على إسرائيل؟ لندع حماس تجيب على السؤال بنفسها.بعيدا عن التبريرات التي سبقت انطلاقة حماس فيما يتعلق بالانطلاقة المسلحة ضد إسرائيل على خلفية «المفاصلة - التأجيل» و«المنازلة - التعجيل»، يمكن القول أن الشيخ صلاح شحادة كان الشخصية الأبرز في جرّ «الإخوان المسلمين» إلى ساحة المواجهة المسلحة رغم أنف الجماعة، على الأقل ابتداء من سنة 1983 حيث اكتشفت إسرائيل مخزنا سريا للأسلحة في المسجد. وتسبب النشاط السري للجماعة باعتقال الشيخ أحمد ياسين في 15/4/1984. لكن عقْد النية على العمل المسلح لم يكن ليعن بالنسبة للجماعة المباشَرة به. فقد اكتفت الجماعة ببعض المشاركة في الاحتجاجات المدنية، ولم تتبن العمل المسلح إلا بعد أن شكل عماد عقل أولى المجموعات المسلحة لـ «القسام» في قطاع غزة بداية من النصف الثاني من العام 1991. لكنها لم تباشر عملها فعليا إلا في أواخر العام (كانون ثاني/ ديسمبر 1991 ) لما انتقل عماد عقل إلى الضفة الغربية مع مجموعة من عشرة مطاردين حيث شكلوا أول مجموعات «الكتائب». هذه وما يلحقها من معلومات مأخوذة من مصادر الحركة.
إذن لدينا التواريخ التالية منذ التفكير بعمل مسلح لدى الإخوان المسلمين في فلسطين وحتى انطلاقته، وهي: 1) 1983، وهو التاريخ الذي يشير إلى تخزين الجماعة لأسلحة بهدف العمل المسلح ضد إسرائيل.2) أول مشاركة في النضال الجماهيري للجماعة في فلسطين كانت في قطاع غزة خلال شهري آب/أغسطس و أيلول/ سبتمبر من العام 1985 حين اندلعت انتفاضة شعبية محدودة انطلاقا من مسجد الشيخ عز الدين القسام في قرية بيت لاهيا حيث مارس الشيخ عبد العزيز عودة، من حركة الجهاد الإسلامي، التعبئة والتحريض على مقاومة إسرائيل. وفي الأثناء اتخذت الجماعة قرارا تاريخيا يقضي لأول مرة: «باعتماد سياسة تثوير الجماهير وترتيب الفرصة الملائمة وانتهازها للقيام بعملية نهوض جماهيري لرفض الاحتلال». وعلى الأثر صدرت بيانات عن الجماعة خلال المظاهرات والإضرابات بأسماء مختلفة مثل «حركة الكفاح الإسلامي» أو «المرابطون على أرض الإسراء». 3) 2/11/1987، يشير إلى أول ظهور لـ «حركة المقاومة الإسلامية» التي برز اسمها بهذا الشكل قبل أن تتخذ الاسم المختصر المرافق «حماس».4) في 9 /12/1987. وفي ليلة الحادي عشر من كانون أول/ ديسمبر 1987، بعد مضي ثلاثة أيام على اندلاع الانتفاضة الأولى طبقا للتاريخ الرسمي، وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أعلنت الجماعة في غزة عن قرارها بالمشاركة التامة والشاملة لجميع قواها بأحداث الانتفاضة وتصعيدها، لكن الجماعة احتفظت بنفس الاسم «حركة المقاومة الإسلامية» دون الإشارة لاسم «حماس». وبعد يومين، أي في 14/12/1987، صدر بيان آخر يحمل نفس الاسم في الضفة الغربية. ومن الطريف أن البيان الرابع، وبعض البيانات اللاحقة لحركة حماس كانت توقع باسم «حماس» إلى اليسار، وإلى اليمين أسماء بعض المؤسسات بما في ذلك جامعة الكويت حيث جمهور الطلبة من «الإخوان» وعلى رأسهم خالد مشعل.5) مثّل منتصف العام 1991 أول ظهور علني لـ «القسام»، ومثّل آخر العام 1992 أول تشكيل رسمي وفعلي لها، بحسب ما أكدته مذكرة «حماس» إلى الملوك والرؤساء والوزراء المجتمعين في قمة شرم الشيخ في 13/6/1996.أطرف ما في الأمر أن الجماعة وحركة حماس لم تكن بوارد المواجهة المسلحة من الأصل لولا أن الظروف وبعض المبادرات هي التي أجبرتها على ذلك. بل أنها لم تعترف بـ «القسام» نفسها إلا بعد أن فرض الرعيل الأول من المجاهدين العمل المسلح على الجماعة. ولعل اختطاف الجندي الإسرائيلي إيلان سعدون في 3/5/1989 خير دليل على ذلك. أما إنْ كانت مثل هذه العملية وغيرها ، والتي سبقت الإعلان الرسمي عن الجناح المسلح لـ «حماس» تدخل في نطاق السرية فلماذا يُنكر على الآخرين نفس التوجه؟
هكذا! لدينا غياب طوعي عن المواجهة المسلحة بلغ أربعة عقود متواصلة، وأكثر من عشر سنوات في التحضير لانطلاقة الجناح العسكري لحركة «حماس». قد نتفهم واقع الانطلاقة المسلحة وما تحتاجه من إعداد وتحضير بكثير من التفاصيل، ونتفهم كم من «الإخوان» عانوا وتذمروا وهاجروا وتمردوا بسبب تهرب الجماعة من المواجهة المسلحة طوال العشرات من السنين العجاف دون أن يحاسبها أحد، ونتفهم كيف كانت «القسام» كالرضيعة تحبو قبل أن تصبح ذراعا ضاربة ذات بأس، إلا أننا نتعجب حين يُتهم الآخرون بمنقصة من الأولى أن تجيب عليها حماس والجماعة برمتها.أنتم: أين كنتم؟ أليس هو ذات السؤال الذي تعرضتم له؟ وذات المنقصة التي رمتكم بها المنظمة وفصائلها؟ فلماذا تعطون لأنفسكم الحق فيما زعمتم من مناقشات ومطارحات ومفاصلات لازمة قبل المنازلات وتنكرونه على غيركم، وتعتبرونه من الشوائن؟سؤال: هل كانت «حماس» لتسمح بميلاد حركة الجهاد الإسلامي لولا أنها سبقتها في الانطلاقة؟ وهل كانت «حماس» ستسمح بميلاد «اللجان الثورية» لولا أنها ظهرت زمن ياسر عرفات وبدعم منه ونكاية في عصبة أوسلو؟ وهل ستسمح «حماس» بظهور أي تنظيم آخر أو جماعة في المستقبل إنْ لم يركب «الباص»؟ بالمقارنة، فقد كان عرفات، رغم كل ما خلفه من كوارث، يتصرف كقائد لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج، أما «الإخوان» أو «حماس»، فما زالوا في«الباص»، يتصرفون، فقط، كجماعة لا أكثر ولا أقل. --~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~To remove your email from this mailing list, click here: almtab3-al3am+unsubscribe@googlegroups.com-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

الجمعة، 28 أغسطس 2009

كوكبة من شهداء ( مجزرة ) مسجد إبن تيمية رحمة الله
غلى الرابط :
مخزن اكبر موقع عربي للتحميل الملفات و الصور

الأربعاء، 19 أغسطس 2009

الإخوان المسلمين، خلل عقائدي وضياع فكري
بسم الله الرحمن الرحيمالخلل الإعتقادي عند فرقة الإخوان المسلمين..الأصول والمظاهر والعلامات والنتائج والسمات الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده . أما بعد ،،،فهذه لمحة مختصرة عن الخلل الإعتقادي عند جماعة الإخوان المسلمين ، دعت إليها الحاجة ، و حفّز على انتشارها رواج فكر الجماعة و انتشار انشطتها في العالم ، و قد كتبناها نصحا للجماعة و نصحا منها ، فبقدر ما نحب الهداية لأفراد هذه الجماعة بقدر ما نخاف من انتشار وبائها في أوساط العامة.و الله المسئول أن يكتب فيها النفع لكاتبها و قرّائها .إنه جواد كريم. أصول الخلل الإعتقادي عند الفرقةالأصل الأول : الحساسية المفرطة من العقيدة و ما يرتبط بها من كتب و حلق علم .و منشأ هذه الحساسية إرتباط هذه العقيدة في أذهان الجماعة بمفهوم الفرقة بين المسلمين ، الذي هو أشد ما يكون مصادمة لمنهج جماعة الإخوان .و هذه الحساسية يَستمدّون تبريرها شرعا من ذم القرآن و السنة للفرقة بين المسلمين ، ثم الربط التاريخي و الواقعي بين ما ذمه القرآن و السنة و بين مفهوم العقيدة تدريسا و تأسيسا .و هذا التبرير منتقض من جهتين :الجهة الأولى : أنّ الذم الشرعي لا يلحق المستمسكين بالحق و إنْ تفرق الناس عنهم إلى أودية الضلال ، و إنما يتوجه إلى المفارقين للحق و أهله ، فبهم يُناط وصف الفرقة و عليهم يُسجّل وزرها ، و برهان ذلك قول الحق سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) المائدة 105 .الجهة الثانية: أنّ الإفتراق تاريخيا و واقعيا ليس بسبب تدريس العقيدة الصحيحة من حيث هي ، و إنما بسبب انحياز أهل الباطل عن أهل الحق بعقائدهم و مناهجم و انصرافهم بداعي الهوى عن جماعة المسلمين الأولى و بالتالي فالمحل الصحيح للحساسية هو الحساسية من العقائد الباطلة لتسببها في تفريق المسلمين و ليس العقيدة من حيث هي .و منطق الإخوان المسلمين لو تحاكم إليهم شخصان ، أحدهما يدّعي أنّ الآخر قد سرق ماله ، فإنهم يحكمون بتناسي الحق و التنازل عنه و الرضى بالسرقة و التحفيز عليها ، بحجة أنّ مطالبة صاحب المال بماله تؤدي إلى الفرقة ، و الفرقة مذمومة إذن فلنترك البحث عن الحق و تقريره و الدفاع عنه جمعاَ للكلمة، و هذا المنطق يفتح باباَ للضلال و يهدم أساس الحق .و وجه اللزوم أنّ الأمر كذلك في مسألة العقيدة ، نحن معاشر أهل السنة أصحاب حق ، اعتدى على عقيدتنا أهل الضلال فقاومناهم بالطرق الشرعية و رضينا بحكم الله بيننا و بينهم .بيد أنّ الإخوان يُطالبوننا بتناسي الحق و إهماله دفعاَ للفرقة ، و يعتقدون أن مطالبتنا بالحق هي سبب الإفتراق و إنما سببه اعتداء المعتدين من أهل البدع ، و لم يتوقفوا عند هذا الحد و لم يرضوا بهذا القدر حتى أشاعوا بين أتباعهم أنّ تقرير الحق سبب الفرقة ، و علاج الفرقة الإعراض عن الحق، ثم ما زالوا يُدندنون بهذا المنطق الغريب حتى ألِفه الأتباع و أصبحوا في حساسية مفرطة من تقرير الحق بأي شكل من الأشكال فأصبحت العقيدة الصحيحة في ظل هذا الجو عقدة الأخوان المسلمين .الأصل الثاني : قطع الصلة بعلماء السنة.و هذا الأصل من فروع الأصل السابق ، و لهم فيه مظاهر و طرق .أما مظاهره : عدم العناية بحِلَقِ علماء السنة و الجلوس عندهم لطلب العلم .و منها : عدم الرجوع إلى فتاويهم في النوازل و الملمات .و منها : عدم الإعتداد بنصائح علماء السنة المتوالية .و منها : عدم الإعتناء بمؤلفات علماء السنة تدريساَ و تداولاَ .أما الطرق التي يُقررون بها هذا الأصل : افتراءهم الكذب على علماء السنة أنهم جهلة بالواقع .و منها : رمي علماء السنة بالمداهنة و العمالة للحكام .و منها : رمي علماء السنة بالشدة مع المخالفين و التنطع في الأحكام الشرعية ، و تفسير بعضهم تمسك أهل العلم بالسنة في هدي المصطفى عليه الصلاة و السلام بالتزمت و عدم مواكبة العصر .و منها : تصيد الزلات و العثرات على أفراد العلماء و نشرها في الناس تنفيرا لهم .و هم بذلك كله مرتكبون لعدد من الكبائر وافر ، ابتداءً بالكذب و انتهاءّ بالإفتراء نسأل الله العافية ، أما نسبة الإلتزام بالهدي النبوي إلى التخلف و الرجعية فردة عن الإسلام .الأصل الثالث : فتح نوافذ الضلال بتسييد المبتدعة و تنصيبهم قادة و منظرين.و هذا الأصل ظاهر بين علماء الإخوان ، فهم خليط من الصوفية و الأشاعرة، و معظم المفكرين منهم متأثرون بالنزعة العقلانية في الموقف من نصوص الوحي ، و لكثير منهم نصيب من نزعة عصرنة الدين و تطويره حتى يتوافق مع متطلبات العصر بلا قيود و ضوابط شرعية .و لذا فلا عجب أنْ ترى الضلالات متراكمة في أذهان أفراد هذه الجماعة، قد أخذ الواحد منهم من كل ضلالة سهماَ . نسأل الله العافية .و من فروع هذ الأصل دفاعهم المستميت عن رؤوس البدع بحجج شتى لا تقوم على أساس من العلم ، كاعتبار الضلالات من جنس الأخطاء الإجتهادية ، و خداعهم الناس بذكر فضائل المبتدعة . و هلم جرا .و اتسع الخرق عليهم حتى أصبحوا يدافعون عن المبتدعة باطلاق و إن لم يكونوا من جماعتهم ، طرداَ لقواعدهم و سداَ للطرق المؤدية إلى انتقاد رموزهم . فما أخسر تجارتهم و ما أضل سعيهم .مظاهر الخلل الإعتقادي عند الفرقةو نكتفي بمظهرين :الأول : المقالات الشركية و الضلالية التي تفوّه بها رموز الجماعة و حفظتها مؤلفاتهم فهي تسري في أتباعهم سريان السم في الدم ، و هذا المظهر قد كتبت له الولادة على يد مؤسس الجماعة ( حسن البنا ) الذي اشتهر بالتصوف و التفويض .الثاني : تداول أعضاء هذه الجماعة لأصول فاسدة و قواعد كاسدة من شأنها عدم الدين ، من ذلك قولهم الذي أصبح رمزاَ لهم ( نتعاون فيما اتفقنا عليه و يَعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) فهذا الاعذار باطلاق يكون السبب في اسقاط فريضة انكار المنكر، و إقصاء لواجب الحفاظ على الدين، و قعود عن نصرة الحق، و إيغال في إظهار الباطل و ترويجه، و تعمد لغش الناس في اديانهم . فانظر بضاعة القوم .العلامات على وجود هذا الخلل الإعتقاديفمن ذلك استحسان المبتدعة صغاراً و كباراً لمسلك هذه الجمعية ، و احتفاء أهل التصوف خاصة بدعوتهم و رضاهم عنها . و من ذلك نشوء الطوائف الغالية في التكفير ، الرائدة في مجال الفتن في أحضان هذه الجماعة لإنعدام الرادع من العلم المتين و الحق المبين .و من ذلك تَلَوُّن الجماعة في كل بلد باللون المناسب لأهل البلد عقائدياً و سياسياً و اجتماعياً ، فهم في بلاد المسلمين من ذوي الغيرة على محارم الله ( بالجملة) و في بلاد الكفار يدعون إلى التحلل من ثوابت الولاء و البراء و ما ذلك إلا لإنتفاء الهيمنة العقائدية على مناهج القوم .نتائج هذا الخلل الإعتقاديو مع كثرة نتائج السوء لهذا المنهج فإننا نكتفي بالتالي :الأولى : عدم استقرار أعضاء هذه الجماعة على معتقد معين ، فلكل فرد معتقد يخصه بل الفرد الواحد تجد عنده خليط المعتقدات و ما ذاك إلا لتضارب أقوال أئمتهم في جوانب الإعتقاد و فقد الأساس العلمي في التمييز بين الحق و الباطل .الثانية : انفتاح هذه الجماعة على كل مستجد من الدعوات الباطلة ابتداءً بتقارب السنة و الشيعة و انتهاءً بوحدة الأديان.الثالثة : تكريس هذه الجماعة للضلالات الموروثة عن الفرق الضالة باحتواء ممثليها في هذا العصر و استمداد التربية و التوجيه منهم .الرابعة : زج الشباب في فتن الدماء في العديد من بلاد المسلمين لغلبة الجهل في منسوبي هذه الجماعة و قلة الحكمة في قياداتها و تأثير من هب و دَب في مواقفها دون نظر في عواقب الأمور .الخامسة : فرّخت هذه الجماعة فرقة ضالة و منحرفة هي : جماعة التكفير و الهجرة ، التي أسسها الشيخ علي إسماعيل رحمه الله و هو من الإخوان ، إلا أنه رجع إلى رشده وأعلن براءته من تلك الأفكار التي كان ينادي بها، ثم تولى قيادة الجماعة: شكري أحمد مصطفى أبو سعد ( أحد شباب جماعة الأخوان المسلمين ) بعد أن تبرأ من أفكارها الشيخ علي عبده إسماعيل، و هذه الجماعة استحلت دماء المسلمين فعاثوا في الأرض فسادا من قتل و نهب و تفجيرات ...سمات الخلل الإعتقادييغلب على منسوبي هذه الجماعة التقصير في تطبيق هدي النبوي تحاشياً من مشابهة علماء السنة،و من سمات منسوبي هذه الجماعة قلة الفقه و الدين و التخبط في الفتيا ، لأن جهود التنظيم لم تدع للشباب وقتاً لطلب العلم الشرعي ، و لربما كان ذلك مقصوداً حرصاً على استمرار غفلة الشباب عن أخطاء القادة .و من سمات منسوبي هذه الجماعة التعصب الشديد لشعار الجماعة و تنظيمها و منسوبيها ، لأنهم اُرْضِعوا هذا التعصب من كتابات الجماعة في سن المهد في المراحل الأولى من الإنتساب .و من سمات منسوبي هذه الجماعة التعصب الشديد ضد السلفيين خاصة ، لأنهم بنظر القوم دعاة إلى الفرقة بين المسلمين هذا من جهة ، و من جهة أخرى لأن السلفيين أعلم الناس بما في الجماعة من ضلال .و من سمات منسوبي هذه الجماعة التناقض في طرق الإستدلال و الإحتجاج بالأدلة ، بل حتى في تقرير المسائل الشرعية . و من سمات منسوبي هذه الجماعة استخدام الكذب في سبيل الدعوة إلى الجماعة من منطلق الغاية تبرر الوسيلة .أيها الإخوة الكرام كان ذلك ملخصاً يسيراً عن الخلل الإعتقادي عند جماعة الإخوان المسلمين . و الله نسأله التوفيق و السدادمنقووووول
الإخوان المسلمين، خلل عقائدي وضياع فكري
بسم الله الرحمن الرحيمالخلل الإعتقادي عند فرقة الإخوان المسلمين..الأصول والمظاهر والعلامات والنتائج والسمات الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده . أما بعد ،،،فهذه لمحة مختصرة عن الخلل الإعتقادي عند جماعة الإخوان المسلمين ، دعت إليها الحاجة ، و حفّز على انتشارها رواج فكر الجماعة و انتشار انشطتها في العالم ، و قد كتبناها نصحا للجماعة و نصحا منها ، فبقدر ما نحب الهداية لأفراد هذه الجماعة بقدر ما نخاف من انتشار وبائها في أوساط العامة.و الله المسئول أن يكتب فيها النفع لكاتبها و قرّائها .إنه جواد كريم. أصول الخلل الإعتقادي عند الفرقةالأصل الأول : الحساسية المفرطة من العقيدة و ما يرتبط بها من كتب و حلق علم .و منشأ هذه الحساسية إرتباط هذه العقيدة في أذهان الجماعة بمفهوم الفرقة بين المسلمين ، الذي هو أشد ما يكون مصادمة لمنهج جماعة الإخوان .و هذه الحساسية يَستمدّون تبريرها شرعا من ذم القرآن و السنة للفرقة بين المسلمين ، ثم الربط التاريخي و الواقعي بين ما ذمه القرآن و السنة و بين مفهوم العقيدة تدريسا و تأسيسا .و هذا التبرير منتقض من جهتين :الجهة الأولى : أنّ الذم الشرعي لا يلحق المستمسكين بالحق و إنْ تفرق الناس عنهم إلى أودية الضلال ، و إنما يتوجه إلى المفارقين للحق و أهله ، فبهم يُناط وصف الفرقة و عليهم يُسجّل وزرها ، و برهان ذلك قول الحق سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) المائدة 105 .الجهة الثانية: أنّ الإفتراق تاريخيا و واقعيا ليس بسبب تدريس العقيدة الصحيحة من حيث هي ، و إنما بسبب انحياز أهل الباطل عن أهل الحق بعقائدهم و مناهجم و انصرافهم بداعي الهوى عن جماعة المسلمين الأولى و بالتالي فالمحل الصحيح للحساسية هو الحساسية من العقائد الباطلة لتسببها في تفريق المسلمين و ليس العقيدة من حيث هي .و منطق الإخوان المسلمين لو تحاكم إليهم شخصان ، أحدهما يدّعي أنّ الآخر قد سرق ماله ، فإنهم يحكمون بتناسي الحق و التنازل عنه و الرضى بالسرقة و التحفيز عليها ، بحجة أنّ مطالبة صاحب المال بماله تؤدي إلى الفرقة ، و الفرقة مذمومة إذن فلنترك البحث عن الحق و تقريره و الدفاع عنه جمعاَ للكلمة، و هذا المنطق يفتح باباَ للضلال و يهدم أساس الحق .و وجه اللزوم أنّ الأمر كذلك في مسألة العقيدة ، نحن معاشر أهل السنة أصحاب حق ، اعتدى على عقيدتنا أهل الضلال فقاومناهم بالطرق الشرعية و رضينا بحكم الله بيننا و بينهم .بيد أنّ الإخوان يُطالبوننا بتناسي الحق و إهماله دفعاَ للفرقة ، و يعتقدون أن مطالبتنا بالحق هي سبب الإفتراق و إنما سببه اعتداء المعتدين من أهل البدع ، و لم يتوقفوا عند هذا الحد و لم يرضوا بهذا القدر حتى أشاعوا بين أتباعهم أنّ تقرير الحق سبب الفرقة ، و علاج الفرقة الإعراض عن الحق، ثم ما زالوا يُدندنون بهذا المنطق الغريب حتى ألِفه الأتباع و أصبحوا في حساسية مفرطة من تقرير الحق بأي شكل من الأشكال فأصبحت العقيدة الصحيحة في ظل هذا الجو عقدة الأخوان المسلمين .الأصل الثاني : قطع الصلة بعلماء السنة.و هذا الأصل من فروع الأصل السابق ، و لهم فيه مظاهر و طرق .أما مظاهره : عدم العناية بحِلَقِ علماء السنة و الجلوس عندهم لطلب العلم .و منها : عدم الرجوع إلى فتاويهم في النوازل و الملمات .و منها : عدم الإعتداد بنصائح علماء السنة المتوالية .و منها : عدم الإعتناء بمؤلفات علماء السنة تدريساَ و تداولاَ .أما الطرق التي يُقررون بها هذا الأصل : افتراءهم الكذب على علماء السنة أنهم جهلة بالواقع .و منها : رمي علماء السنة بالمداهنة و العمالة للحكام .و منها : رمي علماء السنة بالشدة مع المخالفين و التنطع في الأحكام الشرعية ، و تفسير بعضهم تمسك أهل العلم بالسنة في هدي المصطفى عليه الصلاة و السلام بالتزمت و عدم مواكبة العصر .و منها : تصيد الزلات و العثرات على أفراد العلماء و نشرها في الناس تنفيرا لهم .و هم بذلك كله مرتكبون لعدد من الكبائر وافر ، ابتداءً بالكذب و انتهاءّ بالإفتراء نسأل الله العافية ، أما نسبة الإلتزام بالهدي النبوي إلى التخلف و الرجعية فردة عن الإسلام .الأصل الثالث : فتح نوافذ الضلال بتسييد المبتدعة و تنصيبهم قادة و منظرين.و هذا الأصل ظاهر بين علماء الإخوان ، فهم خليط من الصوفية و الأشاعرة، و معظم المفكرين منهم متأثرون بالنزعة العقلانية في الموقف من نصوص الوحي ، و لكثير منهم نصيب من نزعة عصرنة الدين و تطويره حتى يتوافق مع متطلبات العصر بلا قيود و ضوابط شرعية .و لذا فلا عجب أنْ ترى الضلالات متراكمة في أذهان أفراد هذه الجماعة، قد أخذ الواحد منهم من كل ضلالة سهماَ . نسأل الله العافية .و من فروع هذ الأصل دفاعهم المستميت عن رؤوس البدع بحجج شتى لا تقوم على أساس من العلم ، كاعتبار الضلالات من جنس الأخطاء الإجتهادية ، و خداعهم الناس بذكر فضائل المبتدعة . و هلم جرا .و اتسع الخرق عليهم حتى أصبحوا يدافعون عن المبتدعة باطلاق و إن لم يكونوا من جماعتهم ، طرداَ لقواعدهم و سداَ للطرق المؤدية إلى انتقاد رموزهم . فما أخسر تجارتهم و ما أضل سعيهم .مظاهر الخلل الإعتقادي عند الفرقةو نكتفي بمظهرين :الأول : المقالات الشركية و الضلالية التي تفوّه بها رموز الجماعة و حفظتها مؤلفاتهم فهي تسري في أتباعهم سريان السم في الدم ، و هذا المظهر قد كتبت له الولادة على يد مؤسس الجماعة ( حسن البنا ) الذي اشتهر بالتصوف و التفويض .الثاني : تداول أعضاء هذه الجماعة لأصول فاسدة و قواعد كاسدة من شأنها عدم الدين ، من ذلك قولهم الذي أصبح رمزاَ لهم ( نتعاون فيما اتفقنا عليه و يَعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) فهذا الاعذار باطلاق يكون السبب في اسقاط فريضة انكار المنكر، و إقصاء لواجب الحفاظ على الدين، و قعود عن نصرة الحق، و إيغال في إظهار الباطل و ترويجه، و تعمد لغش الناس في اديانهم . فانظر بضاعة القوم .العلامات على وجود هذا الخلل الإعتقاديفمن ذلك استحسان المبتدعة صغاراً و كباراً لمسلك هذه الجمعية ، و احتفاء أهل التصوف خاصة بدعوتهم و رضاهم عنها . و من ذلك نشوء الطوائف الغالية في التكفير ، الرائدة في مجال الفتن في أحضان هذه الجماعة لإنعدام الرادع من العلم المتين و الحق المبين .و من ذلك تَلَوُّن الجماعة في كل بلد باللون المناسب لأهل البلد عقائدياً و سياسياً و اجتماعياً ، فهم في بلاد المسلمين من ذوي الغيرة على محارم الله ( بالجملة) و في بلاد الكفار يدعون إلى التحلل من ثوابت الولاء و البراء و ما ذلك إلا لإنتفاء الهيمنة العقائدية على مناهج القوم .نتائج هذا الخلل الإعتقاديو مع كثرة نتائج السوء لهذا المنهج فإننا نكتفي بالتالي :الأولى : عدم استقرار أعضاء هذه الجماعة على معتقد معين ، فلكل فرد معتقد يخصه بل الفرد الواحد تجد عنده خليط المعتقدات و ما ذاك إلا لتضارب أقوال أئمتهم في جوانب الإعتقاد و فقد الأساس العلمي في التمييز بين الحق و الباطل .الثانية : انفتاح هذه الجماعة على كل مستجد من الدعوات الباطلة ابتداءً بتقارب السنة و الشيعة و انتهاءً بوحدة الأديان.الثالثة : تكريس هذه الجماعة للضلالات الموروثة عن الفرق الضالة باحتواء ممثليها في هذا العصر و استمداد التربية و التوجيه منهم .الرابعة : زج الشباب في فتن الدماء في العديد من بلاد المسلمين لغلبة الجهل في منسوبي هذه الجماعة و قلة الحكمة في قياداتها و تأثير من هب و دَب في مواقفها دون نظر في عواقب الأمور .الخامسة : فرّخت هذه الجماعة فرقة ضالة و منحرفة هي : جماعة التكفير و الهجرة ، التي أسسها الشيخ علي إسماعيل رحمه الله و هو من الإخوان ، إلا أنه رجع إلى رشده وأعلن براءته من تلك الأفكار التي كان ينادي بها، ثم تولى قيادة الجماعة: شكري أحمد مصطفى أبو سعد ( أحد شباب جماعة الأخوان المسلمين ) بعد أن تبرأ من أفكارها الشيخ علي عبده إسماعيل، و هذه الجماعة استحلت دماء المسلمين فعاثوا في الأرض فسادا من قتل و نهب و تفجيرات ...سمات الخلل الإعتقادييغلب على منسوبي هذه الجماعة التقصير في تطبيق هدي النبوي تحاشياً من مشابهة علماء السنة،و من سمات منسوبي هذه الجماعة قلة الفقه و الدين و التخبط في الفتيا ، لأن جهود التنظيم لم تدع للشباب وقتاً لطلب العلم الشرعي ، و لربما كان ذلك مقصوداً حرصاً على استمرار غفلة الشباب عن أخطاء القادة .و من سمات منسوبي هذه الجماعة التعصب الشديد لشعار الجماعة و تنظيمها و منسوبيها ، لأنهم اُرْضِعوا هذا التعصب من كتابات الجماعة في سن المهد في المراحل الأولى من الإنتساب .و من سمات منسوبي هذه الجماعة التعصب الشديد ضد السلفيين خاصة ، لأنهم بنظر القوم دعاة إلى الفرقة بين المسلمين هذا من جهة ، و من جهة أخرى لأن السلفيين أعلم الناس بما في الجماعة من ضلال .و من سمات منسوبي هذه الجماعة التناقض في طرق الإستدلال و الإحتجاج بالأدلة ، بل حتى في تقرير المسائل الشرعية . و من سمات منسوبي هذه الجماعة استخدام الكذب في سبيل الدعوة إلى الجماعة من منطلق الغاية تبرر الوسيلة .أيها الإخوة الكرام كان ذلك ملخصاً يسيراً عن الخلل الإعتقادي عند جماعة الإخوان المسلمين . و الله نسأله التوفيق و السدادمنقووووول